الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعمال من قام بها لم يكتب من الغافلين

السؤال

لا أدري من أين أبدأ؟ ولكنني سمعت بأن المرء كي لا يكتب من الغافلين عن ذكر الله، عليه أن يقرأ عشر صفحات من القرآن الكريم، فما مدى مصداقية هذا الكلام؟ ولا مانع لدي من قراءة 10 صفحات يوميا، ولكن هب أن هذا الكلام صحيح، وإن كان صحيحا، فهل الاستماع إلى القرآن بدل قراءته يجزىء عن ذلك؟ وهل هناك ذكر أوعمل معين يجعلني لا أكتب من الغافلين؟ بإذن الله تعالى.
وجزيتم خيرا، وأدخلكم ربي الجنة من أوسع أبوابها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نعلم دليلا على صحة ما ذكرته، وإنما قد ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

والمراد بالمقنطرين هنا أي أصحاب الأجر الكثير.

وقد وردت نصوص في أعمال أخرى لا يكتب عاملها من الغافلين، كقوله صلى الله عليه وسلم: من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين، و من قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين. رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي وصححه أيضا الألباني.

وفي سنن الدارمي عن عبد الله بن مسعود قال: من قرأ في ليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين.

قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح

وهناك نصوص وردت بشأن أعمال أخرى ولكن آثرنا عدم ذكرها، لأنها لا تخلو من ضعف في أسانيدها.

وقد سبق في الفتاوى التالية أرقامها: 15165 ، 40247 ، 23734 أن المستمع للقراءة ليس كالمباشر للتلاوة في الأجر، وإن كان العلماء مختلفين في أيهما أفضل، كما في الفتوى رقم: 4263، كما أنه قد يعرض للعمل المفضول أحيانا ما يجعله أفضل من العمل الفاضل، كما في الفتوى رقم: 2003 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني