السؤال
أحييكم مشايخنا وعلمائنا الكرام: كنت أقرأ في المصحف بعد صلاة العشاء وأتتعتع في الآية الكريمة من سورة
الزخرف:32 { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.
وما يليها، فرأيت شيخا جليلا يلبس البياض ذا لحية بيضاء ووجهه مستنير ظهر أمامي وأنا صاح: يعني في اليقظة وليس في المنام فصحح لي القراءة فخفت خوفا شديدا ووقع مني المصحف وأصبحت أصرخ وأقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بصوت عال جدا، ولا زلت أكررها حتى اختفى بعد أن أكمل إلى قوله تعالى:
وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ{: 35}.
كنت وحدي في المنزل فخرجت منه خوفا، وظهر مرة أخرى بعد شهرين تقريبا بعد صلاة الجمعة، ولكن في هذه المرة ظهر وجهه فقط داخل المصحف وصحح لي قوله تعالى: في الإسراء من الآية 25 حتى 30
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً.
فخفت أيضا وصرخت: أعوذ بالله، فاختفى بعد إكمال الآيات الكريمة فأصبحت أخاف من قراءة القرآن وأخاف أن يظهر لي، علما أنه منذ شهرين لم يظهر ولكن، ماذا أفعل إذا ظهر؟ وكيف أفعل إذا أردت أن لا يظهر؟.
الرجاء الإفادة ـ لأنني لم أقرأ القرآن منذ مدة ـ وأخذ الأمر بجدية، والله يعلم أنني بأمس الحاجة للإجابة على هذه التساؤلات، لأنني سألت بعض مشايخ المساجد القريبة فأخذوا الأمر بمداعبة وضحك وظنوا أنني كنت نائما، فلم أحصل على إجابة شافية منهم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ليس عندنا ما يجزم به في هذا الأمر إلا أنه قد ثبت في نصوص الوحيين ما يفيد إمكانية ظهورالملائكة لبعض الناس في صورآدميين، فقد جاء الملائكة إلى إبراهيم ولوط في صورة بشر، وجاء جبريل إلى مريم في صورة بشر، كما قال تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ {الذاريات: 24-28}.
وقال: وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ {العنكبوت: 33}.
وقال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا {مريم: 16-19}.
وثبت في الأحاديث رؤية بعض الأفراد لهم، كما قدمنا في الفتويين رقم: 62515، ورقم: 67492.
وقد يظهر للإنسان بعض مسلمي الجن فيدلونه على الخير، وقد يظهر الشيطان في شكل ناصح ليغوي الناس والأمر على كل ليس عندنا ما يمكن الجزم به في شأنه، إلا أنه مادام الظاهر يصحح لك القرآن فنرجو أن يكون خيرا فلا تنقطع عن تلاوة القرآن، وراجع للتحصن من الأشرار والشياطين وإبعادهم عنك، وللاطلاع على إمكانية ظهور الجان الفتاوى التالية أرقامها: 58076، 63010، 33860، 69588، 8349، 66558.
والله أعلم.