السؤال
امرأة كانت متزوجة وأثناء زواجها أنجبت ولدا وبعد ذلك وقع خلاف حاد لا داعي لذكرتفاصيله أدى إلى الطلاق وبعد ذلك علمت بأنها حامل ببنت، ولكن طليقها أنكر نسب الفتاة إليه والتجأت إلى ثتبيت ذلك، ولكن الأب تملص من مسؤولية الأولاد وتزوج امرأة أخرى ودأبت الأم على تربية أولادها بمفردها ومع مرورالوقت اتصل الابن بأبيه ودام هذا الاتصال من حين لآخر، لكنه لم يسأل عن البنت طوال هذه السنين وحتى عندما تم زواجها، حيث كان وليها هو أخوها، وهي كذلك ترفض الاتصال به نظرا لما تعرضت له من جحود ونكران منه، وعلاقة الأب بالابن بدأت تأخد استقرارا، لكن هذه السنة أراد الأب أن يذهب إلى الديارالمقدسة وأراد الاتصال بها، ولكنها رفضت ذلك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمهما كان حال الوالد من الظلم والتقصير في حق أولاده، فإن ذلك لا يسقط حقه في البر والطاعة في المعروف فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { لقمان:14}.
فالواجب على هذه البنت أن تصل أباها وتطيعه في المعروف، وينبغي لأمّها أن تأمرها بذلك وتعينها عليه، وتبين لها أنّ صبرها على ما لاقته من جحود أبيها مع إحسانها إليه سبيل لنيل مرضاة الله، ولن يضيع أجرها أبداً، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.