الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفاقمت المشاكل مع خطيبها بعد الخطبة فهل للعين أثر

السؤال

لقد تمت خطبتي منذ أسبوعين على ابن خالي، تربينا معا حتى الآن وكانت علاقتنا أكثر من طيبة جداً, عند الخطبة أصبت بخوف شديد من الحسد حتى أني ترددت في دعوة صديقة لي أعرف عنها الحسد، وظللت أقيم الليل راجية من الله دفع العين عنا، ولكن من بعد الخطبة مباشرة بدأ خطيبي يتغير ويحتد مزاجه عن المعتاد (لقد كان عصبيا من قبل لكن باعتدال) وأنا أيضا أصبح صدري يضيق بسهولة على الرغم من هدوئي المعهود، وبدأت أحس ببعض الآلام غير المبررة بشكل أوضح من المعتاد، عند قراءة سورة الفلق بالخصوص يصيبني التثاؤب الواضح دون بقية السور. أكبر مشاكلي هي أنه منذ خطبتنا توالت الخلافات بيني وبين خطيبي جدا (كانت هناك خلافات من قبل ولكنها زادت وأصبحت تشتعل من أقل الأشياء ولا تهدأ) حتى أصبح الآن دائم الانتقاد لأصغر أفعالي وشديد العصبية، وصارت الخلافات بيننا عصيبة بسبب أشياء صغيرة جداً تكاد تكون ليست جديرة بالمناقشة، لقد أصبح خطيبي يراني بصورة سيئة جداً رغم معرفته الوثيقة جداً بخصالي ومديحه الدائم لهن، وكلما تناقشنا بهدوء وحكمة في تلك الخلافات وكادت تحل جميع المشاكل وتعود الأمور لطبيعتها الحسنة, اشتعلت مجددا نيران جديدة وزاد الخلاف عن بداية النقاش بشكل غريب. لست أعرف ما العمل وعندما أخبرته باحتمال أن تكون أصابتنا العين رفض الفكرة وزادت حدته متذرعا بأنني أختلق الأعذار لأتمكن من مواصلة الكذب عليه. هل هي حقا عين أو حسد من أي نوع؟ أنا أخاف على علاقتي به. ماذا أفعل إذا هو فعلا حسد كيف أتصرف؟ ربما يجدر بي ذكر أنه منذ تمام الخطبة قد تكاسلنا في أداء فروض الله, من هنا كان خوفي من أن يكون هذا غضبا من ربنا العظيم. فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً عني وعنه. وبارك الله لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننبهك أولاً إلى أن الخاطب حكمه حكم الأجنبي عن الفتاة التي خطبها ما دام لم يعقد عليها، وقد سبق بيان حدود تعامل الخاطب مع خطيبته في الفتوى رقم: 8156.

أما عن سؤالك، فإن العين حق، فعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا. رواه مسلم في صحيحه.

لكن لا ينبغي المبالغة في الخوف من ذلك أو نسبة كل أمر إلى أثرها، وإنما يحتاط المسلم لدفع ذلك بالأذكار المسنونة مع التوكل على الله، وإذا أصيب بشيء فعلاج ذلك ميسور بالرقى المشروعة كما بيناه في الفتوى رقم: 3273.

أما وقد ذكرت أنكما قد حدث منكما تكاسل في أداء الفرائض فذلك أمر خطير يجب تداركه والمبادرة إلى التوبة منه، ولتعلمي أن ذلك سبب للبلاء، فقد قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. {الشورى:30}.

وقال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب. الجواب الكافي.

فعليكما بتجديد التوبة إلى الله والمحافظة على الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، حتى يصلح الله أمركما، قال الله تعالى: ... إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.. {الرعد:11}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني