السؤال
خطبت فتاة على معرفتي أنها ذات دين، وبعد الخطبة عرفت أن أمها لا تصلي، ولا تعرف أن تصلي، وأن أباها كذلك لا يصلي ويدخن السجائر فهذا لا يريحني، فهل هذا سبب يجعلني أفسخ الخطبة؟ أم أكون ظالما ومخلا للوعد ويحاسبني ربي على ذلك، فأرجوكم أفيدوني إخواني بالتفصيل، فإني خائف من الله جداً وخائف على نفسية الأخت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ترك الصلاة من أكبر الكبائر وأشنع الموبقات، فتاركها جاحداً لوجوبها كافر خارج عن الملة بالإجماع، وتاركها كسلاً مع إقراره بوجوبها لا يكون كافراً بذلك عند الجمهور خلافاً للحنابلة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 1145، كما أن التدخين أمر محرم وله مخاطر عظيمة ومفاسد كثيرة كما ذكرنا في الفتوى رقم: 1671.
ومع هذا فإذا كانت الفتاة المذكورة ذات خلق ودين فلا نرى أن تفسخ خطبتها لما ثبت من الترغيب في اختيار مثلها بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وما عليه والداها من ترك للصلاة وغير ذلك لا يمنع الزواج منها ولا يكون مبرراً لفسخ خطبتها؛ لأن القاعدة الشرعية المعروفة عدم مؤاخذة الشخص بذنب غيره، قال تعالى: وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، ولعل الله تعالى يجعلك سبباً لإصلاح هذه الأسرة ، لكن لو فسخت خطبتها لهذا السبب أو لغير سبب، فلا تكون ظالماً لها ولا تأثم بذلك ولا تحاسب عليه؛ لأنك لم ترتكب أمراً محرماً بل فعلت مكروهاً فقط، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 65050.
والله أعلم.