الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الابتلاء بالوسوسة لا يدل على غضب الله

السؤال

أتوسل إليكم أن تردوا سريعا، أنا شابة أبلغ 24 سنة سوف يعقد قراني عن قريب بإذن الله، بدأت مشكلتي منذ سنتين فقد أصبت بوسواس قهري فى النذور وعرفت بعدها أن الله يتجاوز عن حديث النفس ولكن ازداد الأمر سوءاً فبدأت أشك أني أقول أي أتلفظ بالنذور فما كان مني إلا أن أصبحت أخاف أن أفتح فمي خوفا من أن أقول فأحيانا أشعر أن لساني قد تحرك عند فتح فمي، ومن وقتها وحياتي أصبحت مدمرة لأنه أحيانا كان يصيبني شبه يقين أني نطقت لأني أحس أن هناك شيئا يتلح علي أني أقول فازدادت حياتي سوءاً فأصبحت أخاف أن أفتح فمي فلا أستطيع أن أضحك أو أتكلم أو آكل إلا بحدود مراقبة نفسي حتى لا أرتكب ذنبا، أتمنى أن أعيش مثل الناس أضحك وأتكلم وأنا لا أخاف أصبحت أغلق فمي، ولكن لا أبالي بحركة لساني كي أشعر بنوع من الراحة، ولكني لا أعرف هل أحاسب على حركة لساني أيضا وأنا مغلقة لفمي، أنا بجد تعبانة. قرأت لديكم أن أفضل علاج للوساوس هو الإعراض عنه فهل أستطيع أن أعرض عنها حتى لو تكلمت من أجل الشفاء وأنا والله لا أريد أن أقول أشعر أن شيئا يقول لي قولي، أتمنى أن الله يشفيني ويرضى عني لأني أشعر أنه غضبان علي فوسواسي فى النذور لا يمكن لبني آدم أن يتحملها، وازداد الأمر سوءاً واقترب موعد زفافي وأصبحت وساوسي فى أني أشك أني نذرت أن أتزوج أشخاصا غير خطيبي وأشك أني أقول ولا أعرف أتزوج أو زواجي أصبح باطلا بسبب هذه النذور، وآخر وساوسي وأنا أتصفح هذا الموقع وجدت فتوى تقول: لا يجوز أن تتزوج بمن يسب الدين أو الصحابة أنا ولله الحمد عمري لم أفكر أن أعمل شيئا من هذا لكن أتاني وساوس أن أقول وأن لسانى بيتحرك وفمي مغلق. فماذا أفعل إن كنت فعلا أقول ذلك فزفافي بعد 10 أيام وأخاف من عدم صحته؟ وما هو الذي يمكن أن أقوله لنفسي يجعلني واثقة أن زواجي صحيح ولو قلت ما يجعلني أكفر ويصح زواجي؟ أنا تعبانة نفسيا أتزوج وأعيش حياتي وأضحك وأتكلم من غير خوف وأريد أن أعرف ربنا راضي عني أم لا لأني أحس أنه غضبان علي فى الدنيا والآخرة بسبب الذي أنا فيه؟
أنا آسفة جداً أنى أطلت عليكم فأرجوكم أن تجيبوني بسرعة لأني بجد تعبانة جداً وفرحي عن قريب ونفسي أفرح وأعيش حياتي. وهل يجوز الإعراض عن ذلك كله وأتزوج ويرضى الله عني؟ أرجوكم ردوا علي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك الإعراض عن تلك الوساوس وعدم الالتفات إليها جملة وتفصيلاً، سواء في أمر النذور أو الزواج أو غيره إن توهمت أن لسانك نطق بشيء من ذلك، ومن أعظم ما يعينك على ذلك الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وللمزيد راجعي الفتويين: 3086، 51601.

واعلمي أن ابتلاءك بهذه الوسوسة ليس دليلاً على غضب الله، فإن الله تعالى يبتلي عباده بالخير والشر، وقد يكون البلاء دليلاً على محبة الله للعبد، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني