الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خير علاج للوسواس الإعراض عنه والانشغال بذكر الله

السؤال

أعاني الآن من وسواس فوق العادي في حق الذات الإلهية، وحق الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما أرى الشيء الذي يوسوس لي الشيطان أنه والعياذ بالله ربي يقول في داخلي: أهذا ما يقول عليه الشيطان إنه ربي وهكذا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأستغفر ربي عز وجل وأظل أبكي، وعندما أصلي أو أذكر الله يخيل لي أنني أصلي لهذا الشيء أو أنني أدعوه وأقطع الصلاة من3 إلى 5 مرات تقريبا، ويأتي في خاطري أنني لا صلاة ولا صوم مقبول لي ولكن أصلي وكذلك أصوم وأظل أبكي، الآن كرهت الدنيا أصبحت بلا معنى، أصبحت أكره نفسي لأنني أعيش ورب العالمين غاضب علي، أصبحت يطلق علي الحي الميت، ولكم أن تتخيلوا مدى عذابي من هذه الكلمة تمنيت، بدلا من هذا الكلام لو أني أفقد بصري أو أصاب بالشلل ولا أتلفظ بالكلام الحقير الذي يصدر من حقيرة يكون مني، الدنيا ضيقة جدا في نظري على الرغم من أن أصدقائي وأهلي يحبونني حتى أكثر من أخواتي الباقيات، ولكن لا فائدة من حبهم لأن ربهم ورب آبائهم وربي قبلهم غاضب علي. هل أنا مرتدة؟ أرجوكم أفتوني بسرعة لأنني في حالة نفسية سيئة للغاية أهذا الكلام مني أم من الشيطان؟ وإن كان لا قدر مني ماذا أفعل؟ أرجوكم بسرعة لأنني سأجن لأني لا أجد بعد الله عز وجل أحدا أشكو له باستفاضة مثلكم وأمي الغالية حفظها الله، ولكن أريد أن أعرف من مصدر موثوق منه مثلكم هل هذا كله مني ؟ أفتونى أرجوكم بسرعة بسرعة بسرعة وجزاكم الله كل خير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يعافيك مما تجدين من وساوس. وأن يشرح صدرك وينور قلبك ويرزقك الراحة والطمأنينة.

وننصحك بالأخذ بوسائل مقاومة الوسواس كالتشاغل والتلهي عنها، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والمحافظة على قراءة القرآن والأذكار، مع التضرع إلى الله سبحانه ودعائه أن يعافيك مما تجدين. وإذا جاءك هذا الوسواس في صلاتك فاستعيذي بالله ولا تقطعيها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَالْوَسْوَاسُ يَعْرِضُ لِكُلِّ مَنْ تَوَجَّهَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِذِكْرِ أَوْ غَيْرِهِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَثْبُتَ وَيَصْبِرَ وَيُلَازِمَ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ الذِّكْرِ وَالصَّلَاةِ وَلَا يَضْجَرُ، فَإِنَّهُ بِمُلَازَمَةِ ذَلِكَ يَنْصَرِفُ عَنْهُ كَيْدُ الشَّيْطَانِ {إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}. وَكُلَّمَا أَرَادَ الْعَبْدُ تَوَجُّهًا إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِقَلْبِهِ جَاءَ مِنْ الْوَسْوَاسِ أُمُورٌ أُخْرَى، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ بِمَنْزِلَةِ قَاطِعِ الطَّرِيقِ كُلَّمَا أَرَادَ الْعَبْدُ يَسِيرُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَادَ قَطْعَ الطَّرِيقِ عَلَيْهِ ؛ وَلِهَذَا قِيلَ لِبَعْضِ السَّلَفِ: إنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ: لَا نوَسْوَسُ فَقَالَ صَدَقُوا وَمَا يَصْنَعُ الشَّيْطَانُ بِالْبَيْتِ الْخَرَابِ.

وانظري لمزيد الفائدة الفتاوى أرقام: 2081، 51601، 28751.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني