السؤال
توفي والدي وكان ومازال هو أكثر من أحببت على هذه الدنيا وأكثر من أحبني، توفي منذ 12 يوما, ألمي شديد وحزني عليه لا يضاهيه حزن، أتحدث مع من حولي بما أشعر به ولكن لم يفهمني أحد فرأيت أن أكتب إليكم لعلي أجد من يفهمني.
أحمد الله على كل شيء, وأعرف أن لكل أجل كتاب, لا تستقدمون ساعة ولا تستأخرون, مؤمنة بقضاء الله وأدعو له بالرحمة والمغفرة.
لكن .. عندما أكون وحدي يصيبني هاجس لعين, أقول لنفسي معقول هذا خلاص لن أراه ثانية معقول لن أسمع صوته, لا، أكيد أنا أحلم وسأستيقظ وأجد كل هذا حلم وأحس برأسي بتدور وأدوخ كأني في دوامة, وكأني تايهة في الدنيا ولست فيها, نايمة وصاحية, إحساس غريب مهما وصفته لن أعرف أن أوصله مثل ما أحسه.
كنت دائماً أدعو الله أن يطول في عمري لغاية ما أولادي يكبروا وأطمئن عليهم لكي لا يتعبوا من بعدي, لكن فجأة أصبحت أرحب بفكرة الموت وبدأت أوصي أني لما أموت أدفن مع والدي في نفس المقبرة, وأصبحت أتعجل الموت أريد أن أكون معه في نفس المكان, بل والأكثر أني أتمنى وبصدق أن أصاب بنفس المرض الذي أصابه وإني أحس وأعيش نفس الألم الذي أحسه.
يمكن أن يكون الرد لا تفكري مثل هذا التفكير وتمني الموت والمرض حرام واعترض على قضاء الله.
لكن أنا أحمد ربنا على كل شيء والحمد لله ولست معترضة على قضائه والعياذ بالله, كل نفسِ ذائقة الموت, وأحمد ربنا أنه رحمه من الألم والحمد لله هو ميت وهو راضي وحامد ربنا وشاكره، ولم يكن يقول غير الحمد لله حتى في شدة الألم كان يحمد ربنا وكانت آخر عمل له صلاة العشاء قبل دخوله في غيبوبة.
كل الأفكار التي تدور في رأسي وإحساسي ليست اعتراضا على أمر الله, لكني غير قادرة على السيطرة على تفكيري وإحساسي.
هل هذا حرام؟ هل تفكيري هذا ذنب علي لازم أكفر عنه؟ أنا أتكلم بصدق مسألة تمني أني أمرض بنفس مرضه وأني أموت وأدفن معه هذه مسألة لا تفارقني.
أنا أصلي والحمد لله والدي كان السبب في التزامي بالصلاة الله يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة .
أسألكم الدعاء له؟