السؤال
أنا شاب أريد أن أكمل نصف ديني وأتزوج ولكن المعروف في عاداتنا وتقاليدنا أنه في ليلة العرس يدخل العريس على العروس في صالة الأفراح ويجلس بجانبها على ما يسمى (الكوشه) وصاله الأفراح تكون عامرة بنساء فقط وقد سبقني إخوتي وأقاربي في هذا، ولكن قبل أيام ومن باب الصدفة قد عرفت أن هذا الشيء حرام. وأذكر أنه ذات مرة قالت عمتي (أخت والدي) لوالدتي إنه عندما أتزوج أنا ستجعلني أدخل صالة الأفراح رغماً عني أي بالإصرار علي، وكما أخبرتكم في ما سبق أن هذا الشيء حرام ولا يجوز. وأنا لا أريد أن أحصل على ذنوب في دخولي صالة الأفراح وهي عامرة بنساء على حساب رضى والدتي أو عمتي أو أهل العروس إن كان أبوها أو والدتها. فهل أأثم إذا دخلت صالة الأفراح وأنا أعرف أن هذا حرام ولا يجوز؟ وإذا أصروا على دخولي، هل أدخل أو أرفض حتى لو غضبوا مني..؟ وأيضاً بعد عقد القران يوجد لدينا ما يعرف (الملجه) وهي بعد عقد القران تعمل حفلة صغيرة ويدعون الناس كما في العرس ويتضمنها أهل العريس والعروس و المعارف وكلها نساء فقط، ولكن على شكل مصغر وتعمل في بيت العروس في غرقة كبيرة أو في مساحة البيت الداخلية وهي تعرف لدينا باسم (الحوش الداخلي) وبعد أن تجلس العروس على الكرسي ويتجمع الناس ينادى العريس ويدخل عليهم ويجلسونه بجانب العروس ويلبسون الخواتم لبعضهم، وأظن أنهم يلتقطون الصور للعروسين، وأيضاً قال لي أهلي شيئا غريبا وهو أنه يشربها العصير وتشربه بالمثل ويطعمها الكيك وتطعمه بالمثل وقد تعجبت من هذه الأشياء ولا أدري من أين يأتون بهذه الأشياء الإضافية !! فهل يجوز لي أن أحضر الملجه بوجود نساء لا يحللن لي وأيضاً بوجود أهل العروس كأخواتها أو بنات أقربائها أم أرفض؟ ومن يجب فقط أن يتواجد في الملجه؟ وإذا فرضوا علي الدخول ماذا أفعل في هذه الحالة ؟ وهل يجوز أن أشترط حين عقد القران أن لا أدخل على النساء إن كان في الملجه أو صالة الأفراح أو لا يجوز كتابة مثل هذه الشروط في العقد..؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت أيها السائل -بارك الله فيك- عندما تحريت حكم الله سبحانه في هذه الأمور المحدثة التي تحدث في عقد الزواج مما يسمى بالكوشة ونحوها والتي ابتلي بها المسلمون في هذا الزمان بسبب تقليدهم للأمم غير المسلمة التي لا تراعي دينا ولا خلقا ولا حياء ولا مروءة، وقد بينا حكم هذه العادة ومفاسدها في الفتوى رقم: 9661.
وما دمت قد علمت حكم هذه الأمور المنكرة فلا يجوز لك أن تطيع فيها أمك ولا أباك وأولى غيرهما من عمة ونحوها، لما تقرر في الشريعة وعلم من الدين بالضرورة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق جل وعلا، فالواجب عليك أن تمتنع عن مثل هذه المنكرات ولو أدى ذلك إلى غضب أهلك منك، وعليك أن تبين لهم أن امتناعك ليس لأجل التعنت أو الهوى وإنما لأجل الحكم الشرعي، وذكرهم بأن الزواج نعمة من أعظم نعم الله على العبد فكيف تقابل النعمة بمثل هذه المعاصي، لا شك أن هذا من الكفران للنعمة والجحود لحق المنعم جل وعلا.
ونذكرك بأن مثل هذه المنكرات التي يرتكبها الزوجان قبل العقد وأثناءه غالبا ما يعاقبون بها بعد الزواج فتجد الشقاق قد دبّ بين الزوجين دون سبب ظاهر ومزقتهما الخلافات والعداوات، وقد ينتهي الأمر بهما إلى الطلاق وكل ذلك من جراء المعاصي وشؤمها.
أما ما يسمى بـ "الملجة" فحكمها في ذلك حكم هذه الكوشة إن اشتملت على نفس المحظورات من حضور النساء الأجنبيات في زينتهن يراهم العريس ويريْنه وهذا كثيرا ما يحدث لأن الحضور يحرصون في مثل هذه المناسبات على أن يكونوا في كامل الزينة.
بل لو حضر النساء ملتزمات باللباس الشرعي فإن الأمر لا يسلم من الحرج أيضا فإن وجود الرجل بين نساء أجنبيات بجوار زوجته تطعمه ويطعمها ويلبسها زينتها لا شك أنه يتضمن إثارة الغرائز وتهييج الشهوات خصوصا بين النساء العازبات، وهذا فيه ما فيه من فتح أبواب الفتنة.
ولا يحتاج الأمر إلى اشتراط مثل هذا في العقد ولا يلزمك ذلك فالأمر أيسر من كل هذا، ما عليك هو أن تمتنع عن فعل كل ما فيه معصية لله سبحانه.
والله أعلم.