السؤال
أعاني من الوسواس القهري في الصلاة منذ ست سنوات، ومنذ سنتين وأنا أتعالج علاجا نفسيا ولم أرتح إلا بتناول البروزاك، لكن مشكلة الوسواس بقيت كما هي وتزداد المشكلة إن حاولت أداء الصلوات في أوقاتها مثل عدم قدرتي على النطق بتكبيرة الإحرام وإن رفعت يديّ وقلتها أعيد الصلاة، وتصيبني ضيقة نفس شديدة لم أجد لها سببا عضويا فذهبت إلى أحد الرقاة ـ وهو ثقة ولانزكي على الله أحدا ـ فصرعت وتبين أنني ممسوسة، لكنني لم أواظب على العلاج للكسل ولمعاناتي من آلام في الجسد عند النوم.وسؤالي هو: تهاونت في أداء بعض الصلوات قبل رمضان وبعده والآن أصلي وأجاهد نفسي، لكنني أعود وأجمع الصلاة في أغلب الأحيان، فماذا أفعل؟ فهل أقضي الصلوات التي تهاونت في أدائها وتركتها؟ مع أنني كلما صليت كلما زاد الضيق وفي نفس الوقت أجد مشقة في أداء الصلاة، فكيف بالقضاء؟.
أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك ـ أيتها الأخت الفاضلة ـ أن تستمري في مجاهدة نفسك وأن لا تستسلمي لهذا الوسواس الذي يفسد على العبد دينه ودنياه، بل اجتهدي في الإعراض عنه وطرحه وعدم الالتفات إليه، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وعليك بمواصلة التداوي ولا تفرطي في ذلك أو تهمليه لتتم نعمة الله عليك بالعافية من هذا الداء، واستعيني بالرقى الشرعية فهي من أعظم العون على شفاء الأمراض، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا {الإسراء:82}.
واعلمي أن الصلاة من أسباب الشفاء ـ بإذن الله ـ وليست من أسباب الضيق والغم كما يصور لك ذلك الشيطان، فعليك أن تراغمي شيطانك وتحافظي على صلاتك في وقتها، وليس لك أن تجمعي بين الصلاتين من غير عذر يبيح الجمع.
وأما ما تركته من صلوات فاستغفري الله وتوبي إليه من هذا التفريط، و قضاء هذه الصلوات لازم لك، لأنها دين في ذمتك فلا تبرأين إلا بقضائها، لقوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.
وانظري الفتويين رقم: 118293، ورقم: 34244، وإنما يلزمك قضاء تلك الصلوات حسب طاقتك وبما لا يضر ببدنك أو معاشك، لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}.
والله أعلم.