السؤال
أريد أن أسأل عن رأي الشرع في تأخير الحمل الثاني لأجل غير مسمى إن شاء الله نظراً لأننا في الغربة في السعودية ولا نملك منزلا بمصر، وظروفنا غير مستقرة ماديا ومعنويا. فهو يريد أن يجبرني بالقوة على العيش مع أهله بالاسكندرية أو بأسوان حين عودتنا لمصر وإلا الانفصال عن بعض وأهله يصعب التعامل معهم وأنا لا أحب أن أعيش في حرب نفسية مستمرة، وأريد أن أعيش في مكان بمفردنا فهذا من حقي مع أني كنت أرحب بالعيش معهم قبل الزواج ولكن بعد معرفتهم عن قرب رأيت أنهم مختلفون تماما عني وعن أهلي بسوهاج فهم أشخاص طيبون جداً ولا يتدخلون في شؤوننا (وهذا كله بسبب التسرع في كتب الكتاب دون دراسة كل الظروف فهم من البدايه لم يطلعونا على جميع الظروف بالضبط وانكشفت الأمور تدريجيا بعد الزواج) ونحن تزوجنا منذ 4سنوات ومعي ولد عمره عامان ونصف، أفيدوني في أمري فأنا أريد أن أحقق أحلامي بعيداً عن الأهل وعن كل الضغوط النفسية الصعبة، أفتوني في أمري فأنا لا أنام من التفكير، عمري 25 عاما وعمر زوجي 27 عاما ومحافظتنا الأصل من سوهاج، نظرا لكل ما سبق هل أنا على صواب أم لا؟ وهل من حق زوجي أن يجبرني على المكان الذي أعيش فيه؟ وهل تأخيرنا للحمل صح أم هو اعتراض على أمر الله وتدخل في مشيئته والعياذ بالله؟ أكون ممتنه لكم إن أسرعتم في الرد على مسألتي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حقك على زوجك أن يوفر لك مسكناً مستقلاً عن أهله ولا يجوز له أن يرغمك على السكنى معهم.
قال خليل بن إسحاق: ولها الامتناع من أن تسكن مع أقاربه. قال شارحه عليش: لتضررها باطلاعهم على أحوالها وما تريد ستره عنهم وإن لم يثبت إضرارهم بها. انتهى.
ويتحقق هذا المسكن بأن يكون مناسباً لحالكما مستقلاً بشؤونه ومرافقه بحيث تستطيعين فيه الاستقلال بخصوصياتك حتى وإن كان في نفس المكان الذي يسكن فيه أهل زوجك فهذا لا يضر.
أما مسألة تأخير الحمل فهذا فيه تفصيل: فإن كنت تخشين من اضطراب الأمور بينك وبين زوجك بسبب هذه الخلافات وتريدين تأخير الحمل لأجل ذلك فهذا جائز بشرط أن يتم بموافقة الزوج لأن الإنجاب حق مشترك للزوجين لا يجوز لأحدهما أن يستأثر بمنعه، وقد بينا هذا في الفتويين: 119344، 119633.
أما إن صاحب إرادة تأخير الإنجاب نية أخرى كعدم الاستقرار المادي والخوف من الفقر فهذا لا يجوز لما فيه من سوء الأدب مع الرزاق ذي القوة المتين سبحانه وإساءة الظن به وضعف التوكل عليه، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 16524.
وفي النهاية نوصيك بالصبر على أهل زوجك مهما بدر منهم من إساءة لك ففي الصبر عليهم خير كثير لك في دينك ودنياك. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 104987.
والله أعلم.