السؤال
زوجتي آمرها بالحجاب وترفض بدعوى أنه يسبب لها الضيق، آمرها بعدم مشاهدة الأفلام المدبلجة والمصرية... وعندما أذهب إلى العمل تفعل كل ما سبق أن نهيتها عنه، مع العلم أنني أسكن مع أخي وأولاده في منزل واحد. فما العمل جزاكم الله خيراً أأتركها وهواها، أنا حيران في أمري؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، وقد جعل الله للزوج حق القوامة على زوجته، ومن القوامة أن يحملها على أداء الفرائض واجتناب المحرمات، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ. {النساء:34}.
قال السعدي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. تفسير السعدي.
فالواجب عليك أن تلزم زوجتك بالحجاب وتمنعها من مشاهدة المحرمات، ولا يجوز لك أن تتركها تفعل المنكر ما دمت تستطيع كفها عن الحرام، فإنك مسؤول عن ذلك ومحاسب عليه، فعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم... متفق عليه.
وأطلع زوجتك على الفتوى رقم 4470 ففيها بيان حكم الحجاب, والفتوى رقم 112029 ففيها حكم المسلسلات.
واعلم أن إقامتك مع أخيك في مسكن واحد إذا كانت على وجه لا تؤمن فيه الخلوة والاختلاط المحرم فذلك غير جائز، واعلم أن المسكن المستقل حق للزوجة فيجوز لها أن تمتنع عن السكن المختلط سواء مع أهل الزوج أو غيرهم، كما بينا هذا في الفتوى رقم: 28860.
وننصحك أن تجتهد في تعليم زوجتك والأخذ بيدها لاتباع الشرع والتزام طاعة الله، ويمكنك أن تسمعها بعض المواعظ النافعة، وتتعاون معها على الذكر وتلاوة القرآن ونحو ذلك، مع كثرة الدعاء فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.