السؤال
شيخنا الجليلالرجاء الإفادة عن شرعية إنشاء مقهى من النوعية السياحية المميزة من نوعية كوستا كافيه أو سلينتر، مع العلم أنني أنوي عدم تقديم الخمور أو الشيشه وأيضا عدم تشغيل الأغاني أو التلفزيون وإنما سأقوم بتشغيل بعض الموسيقى الخفيفة، في نفس الوقت سيكون بين الزبائن رجال ونساء وسيكون هناك اختلاط. فهل أكون ممن يسهل الفاحشة بتسهيل الاختلاط بين الشباب والبنات؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأصل في المقاهي والمحلات التي تقدم الخدمة للناس أنها مباحة ما لم يعرض لها ما يجرها للتحريم، وبما أنك تريد إنشاء مقهى فالواجب أن تحرص على تطهيره من جميع ما يسخط الله، وتحري الصواب واتباع الشرع في جميع أمورك، وقد أحسنت في نية البعد عن تقديم الخمور أو الشيشة. ويتعين عليك البعد عن جميع أنواع الموسيقى، فقد قدمنا الأدلة على تحريمها في الفتويين: 66001، 54316.
فاحرص على عدم التساهل في شأنها، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
ويمكن أن تشغل بعض الأناشيد الهادفة التي لا تصاحبها الموسيقى المحرمة.
وأما الزبائن فاحرص على أن تجعل مكانا خاصاً للنساء وتكون في استقبالهن وتقديم الخدمة لهن امرأة، واجعل مكاناً آخر خاصاً للرجال يستقبلهن فيه رجل، ولا تسمح بأن يكون المحل التابع لك محلاً لالتقاء النساء بالرجال الأجانب عنهن وسبباً لحصول المحادثات والنظر المحرم أو غير ذلك كما هو معلوم في مثل هذا النوع من المقاهي، وأيقن أن التزامك بتقوى الله تعالى سيحصل به فتح أبواب الرزق وتيسير الأمور، فقد قال الله تعالى: وَمَن يتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. {الطلاق:2-3}، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
وإن لم تتمكن من القيام بمقهى سليم من المحاذير الشرعية، فالواجب تركه، ولك أن تستثمر في مجال آخر لا شبهة فيه ولا يحصل به شيء من المحرمات فالمكاسب المباحة كثيرة ومن أحسنها البيع المبرور وعمل اليد والزراعة فقد سئُل الرسول: أي الكسب أفضل؟ فقال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. رواه أحمد وصححه الألباني.
وفي الحديث: ما أكل أحد طعاماً خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمل يده. رواه البخاري. وفي الحديث: لا يغرس مسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة. رواه مسلم.
والله أعلم.