السؤال
يا شيخ أنا إذا كنت أصلي عند أهلي أو صديقاتي أو في مصلى الجامعة أضبط صلاتي وأتأنى مع أني لا أخشع وأصلي كل السنن الرواتب، وفي غرفتي أتقاعس عنها وأنا أخاف أن أدخل في الرياء (مثلا صلاة الظهر أصليها في الجامعة وأصلي كل سننها وإذا جاء يوم الخميس لا أصلي السنن، أقول كثيرة وأتقاعس ولا أصلي السنن وإذا كنت في الجامعة أقول لا قليلة ليست كثيرة وأصليها ) أنا أحس أني عند وجود الناس رغما عني أزين صلاتي ومع نفسي أنقرها نقرا، مع أني لو أردت أن أخشع أو أحاول الخشوع لا أستطيع ذلك مع الإزعاج لا بد أن أكون في غرفتي وحدي وأرفع صوتي قليلا. هل أنا آثمة؟ وهل أدخل في الرياء؟ وهل أعمالي وصلاتي وصيامي مقبولة أو الرياء داخل فيها؟ (أنا أحب مدح الناس , ويمكن أن يكون هذا هو السبب الذي يجعلني أزين أعمالي عندهم ).
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإحسان المرء صلاته بحضرة الناس والإخلال بها أو التقصير فيها عند الخلوة قد يعتبر مؤشرا على فساد نيته ووقوعه في الرياء, وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنْ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟ قَالَ قُلْنَا بَلَى، فَقَالَ: الشِّرْكُ الْخَفِيُّ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ .. رواه ابن ماجه و البيهقي.
وكذا الإكثار من النوافل بحضرة الناس وهجرها في الخلوة كل ذلك قد يدل على عدم الإخلاص لله تعالى, والواجب على المسلم أن يراقب الله تعالى في عبادته لا أن يقصد مدح الناس وثناءهم.
وأما الفرح بثناء الناس ومدحهم من غير أن يقصد المرء مدحهم ومراءاتهم بعبادته فنرجو أن لا حرج فيه، وقد يكون ثناؤهم من عاجل بشرى المؤمن.
ونصيحتنا للأخت السائلة هي أن تجتهد في تحقيق الإخلاص لله وأن تحافظ على أداء الصلاة حال الخلوة على أكمل وجه، وأن تكثر من أداء السنن في بيتها، ولتعلم أن الناس لا يغنوا عنها من الله شيئا، وأن من أثنى عليه الله فهو الفائز، ومن ذمه الله فهو الخاسر, وانظري الفتاوى: 13997 , 40090 , 45693 , 49482 10992. وكلها حول الرياء وحقيقته وأثره على العمل وكيفية تحقيق الإخلاص، والتفصيل في الفرح بمدح الناس وثنائهم متى يكون جائزا ومتى يكون ممنوعا. رزقنا الله وإياك الإخلاص.
والله أعلم.