السؤال
الموت في غــزة ليس فجائيا أبدًا .. بل الحياة هناك تأتي فجـــأة. ما رأي الشرع في هذه الجملة؟
الموت في غــزة ليس فجائيا أبدًا .. بل الحياة هناك تأتي فجـــأة. ما رأي الشرع في هذه الجملة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما هو معلوم أن الكلام يفهم من خلال سياقه والسبب الباعث عليه، ويعرف المراد منه من خلال ما يقترن بالقائل من أمارات وأحوال، وغزة كغيرها من بلاد الله تخضع لسنن الله الكونية ومنها الموت فلا يدري أحد متى يموت، فإن كان قصد القائل بهذه العبارة هو بيان استعدادهم للموت وأنهم لا يتفاجئون به إذا أصابهم أو أصاب من يحبون لكونهم وهبوا أنفسهم لله، وأن المرء يكون متوقعا للموت في أحيان كثيرة ويفاجأ بأنه يحيا وتصرف عنه أسبابه، وكذلك لشدة ما هم فيه وما يحيط بهم من مخاوف ودمار وقتل وتشريد فالموت لا يفاجئون به بل هو متوقع ومستعد له ، فالعبارة لا بأس بها.
و الأولى أن تصاغ العبارات والشعارات بما لا لبس فيه لأن الألفاظ التي تحتمل أكثر من معنى بعضه حق وبعضه باطل مما تسبب التنازع والاختلاف بين الناس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى:" كُلُّ لَفْظٍ يَحْتَمِلُ حَقًّا وَبَاطِلًا فَلَا يُطْلَقُ إلَّا مُبَيَّنًا بِهِ الْمُرَادُ الْحَقُّ دُونَ الْبَاطِلِ، فَقَدْ قِيلَ: أَكْثَرُ اخْتِلَافِ الْعُقَلَاءِ مِنْ جِهَةِ اشْتِرَاكِ الْأَسْمَاءِ. وَكَثِيرٌ مِنْ نِزَاعِ النَّاسِ فِي هَذَا الْبَابِ هُوَ مِنْ جِهَةِ الْأَلْفَاظِ الْمُجْمَلَةِ الَّتِي يُفْهَمُ مِنْهَا هَذَا مَعْنًى يُثْبِتُهُ، وَيُفْهَمُ مِنْهَا الآخر مَعْنًى يَنْفِيه".انتهى .
ونسأل الله أن يرفع عن أهل غزة وغيرهم من المستضعفين ما هم فيه وأن يعجل بفرجهم ويوحد صفوفهم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني