الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصلح بين أختك وزوجتك، فالصلح خير

السؤال

هناك خلاف بين زوجتي وأختي، وأنا وأختي مغتربان عن أهلنا.
باختصار بعد ولادة زوجتي أتت أختي مرتين، وفي المرة الثالثة قالت زوجتي لأختي إن والدها موجود في المنزل مع العلم أن أختي زوجها لا يسمح لها دخول أي منزل إذا كان فيه رجال (لأن المنزل صغير)غضبت أختي وتدخلت بالموضوع وحللته، ولكن حدثت نفس القصة ولكن بزيارة عادية بدون ولادة هنا أختي قالت إنها طردت من بيت أخيها وشتمت زوجتي وردت زوجتي الغلط بالغلط، وبعد فترة في العيد اتصلت أختي بزوجتي وعايدتها وفي العيد التالي (بعد شهرين) ذهبت أنا وزوجتي وعايدنا أختي فلم تأت أختي لمعايدتنا.
والآن أنا لا أستطيع قطع الرحم وعدم زيارة أختي، وعند زيارة أختي تتضايق زوجتي لأنها تقول إنها لم يرد لها حقها بالإهانة وأختي تقول أنها لم يرد لها حقها بعد الطرد.
أرجو أن تقول لي ما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ندب الشرع إلى حسن العشرة والصلة بين المسلمين، ويتأكد مثل هذا في حق الأصهار بسبب هذه الوشيجة التي تربط بينهم. قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ. {الحجرات: 10}.

وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلم أخو المسلم.

ويبدو أن الشيطان قد نزغ بين أختك وزوجتك، وهو حريص على التفريق بين ذوي الرحم.

روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يبعث الشيطان سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة.

وما يمكننا أن نرشدك إليه أولا هو أن تحاول الإصلاح بين أختك وزوجتك، فالصلح خير، والإصلاح بين المتخاصمين من أفضل القربات، وراجع فيه الفتوى رقم: 50300.

هذا مع العلم بأنه إن احتيج للكذب من أجل الإصلاح فإن ذلك مرخص فيه شرعا كما سبق أن بينا بالفتوى رقم: 26713. فإذا تحقق الإصلاح فذاك المطلوب، وإن لم يتحقق فحاول إقناع أختك بأن تزورها أنت في بيتها تجنبا لأي مشاكل مع زوجتك. فإن اقتنعت أختك فذاك وإلا فمن حقها أن تزورك في بيتك إن لم يحدث منها أذى لزوجتك بهذه الزيارة، وليس من حق زوجتك أن تمنع أختك زيارتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني