السؤال
زوجي أمريكي مسلم ووالدته مسيحية وقد انتقلت للعيش معنا، لأنها مريضة، ففي البداية تحملتها والآن لا أستطيع تحملها، فلدي طفلان وحامل وأعاني من مشاكل صحية ولا أريد لمسيحية أن تعيش معي، وللعلم فإن لها ابنا آخر مسيحيا يعيش في ولاية أخرى, فهل علي وزر في رفضي لها؟ وهل يحاسبني الله على عدم تقبلها أو خدمتها؟ دعوتها أنا وزوجي إلى الإسلام فرفضت ولم نلح عليها وأشعر دائما أنها خبيثة إلى جانب عدم طهارتها ولمسها لأغراضي, وزوجي متفهم للأمر ويحاول ـ قدرالإمكان ـ أن يوجهها فيما يختص بالنظافة، وأخاف أن أكون قد ظلمتها بإعلام زوجي أنني لا أريدها وأنني سأتحملها لمدة سنة ويجب أن يرسلها إلى أخيه لمدة سنة ليشاركنا في خدمتها ـ رضي الله عن زوجي ـ فهو دائما يقول لي إنها ليست مسؤوليتي وإن بيتنا وأولادنا قبل كل شيء، ولكنها والدته في النهاية وأنا لا أحرضه على عدم برها ـ لا سمح الله ـ ولكنني لا أستطيع تحملها، لأنني لا أشعر بالراحة معها وأشعر بالتقيد، خصوصا وأنها مسيحية.
أرجو إفادتي بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حق الوالدين من أعظم الحقوق وخاصة الأم، فقد جعل لها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أرباع البر، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أمك، قال ثم من؟ قال ثم أبوك.
متفق عليه.
فيجب على زوجك أن يبر أمه ـ ولو كانت كافرة ـ قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً {لقمان: 15}.
وانظري الفتوى رقم: 65903.
وليس صحيحا ما ذكره زوجك من كون الزوجة والأولاد قبل كل شيء بما في ذلك الأم، فإن منزلة الأم لا تدانيها منزلة أحد من الناس. فترضيك عن زوجك لم يصادف محله، فيجب عليه أن يبر أمه وأن يحسن إليها، وننصحك أنت بأن تكوني عونا لزوجك في البر بها ليرزقك الله سبحانه بر أولادك بك.
وننصحك بإطلاعه على هذه الفتوى ليعلم عظمة هذا الدين.
والله أعلم.