الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قالت تزوجني، فرددت عليها وأنا قبلت تزوجتك, المهم جلسنا معا وقلت لها قولي: زوجتك نفسي، فقالت، وبعد مدة قلت لها قولي: زوجتك نفسي على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقالت، وأنا قلت قبلت زواجك على كتاب الله وسنة رسوله, ثم أخبرت أخاها وعم أولادها، وأخبرت أنا أخي الأكبر، وأعطتني كل شيء من جسمها، ويدي دخلت إلى كل مكان من جسدها، وهى أمسكت كل شيء في جسمي ونمت معها، ولكن دون أن أدخل ذكرى في فرجها، ثم أخبرت زوجتي بهذا الزواج، فاتحدت زوجتي وإخوتها على طردي من هذا المكان فقررت المغادرة، لأنني لو بقيت فسوف يأخذون منها الأولاد والأرض، ويضيع مستقبل أولادها, ولكن اتفقنا ـ أنا وهي ـ أن لا أطلقها وأحلها من هذا الزواج, وأنا لا أستطيع مقابلتها ـ حفاظا عليها ـ ولكنها تستطيع أن تقابلني، لأنها حضرت عندي مرة بعد أن طردت عنها، ولكنني فوجئت بها تقول إن هذا الزواج لم يحدث وأنه حدث تحت ضغوط من وجودي أمامها وبالتالي، هو زواج باطل، وقطعت الاتصال بي وكنت أرسل لها رسائل على الجوال يوميا، والآن لا تستقبل رسائلي، وأنا إلى الآن لم أطلقها ولن أطلقها كما وعدتها، أفيدوني يجزيكم الله كل خير، هل هي زوجتي ـ حتى الآن ـ أم لا؟.
المرسل مسلم وقع في يد من حرم الحلال وظلم ظلما شديدا دمر حياته؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنكاح له أركان لا ينعقد بدونها وهي: حضور ولي المرأة أو من ينوب عنه مع شاهدي عدل ومهر وصيغة دالة على العقد، كما تقدم في الفتوى رقم: 7704.

وبناء على ذلك، فما صدر منكما لا يعتبر نكاحا شرعيا ولو كانت المرأة أخبرت بذلك أخاها وعمها وأخبرت أنت أخاك أو غيره، وقد وقعتما في معصية شنيعة وإثم مبين بسبب ما حصل بينكما من لمس متبادل وخلوة محرمة فقد ثبت الترهيب والوعيد الشديد في لمس الرجل امرأة لا تحل له، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.

وهذه المرأة التي ذكرتَ حالتها وطردتَ من مكانها ـ كما هو الظاهر ـ لم يحصل بينك معها نكاح صحيح، وبالتالي يجب عليك تركها وتجنبها، ولا يجوز لك التمسك بها ولا مراسلتها، وتراجع الفتويان رقم: 17568، ورقم: 22652.

والواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى توبة صادقة بالندم على هذه المعصية والعزم على عدم العودة إليها مستقبلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني