السؤال
أرتدي النقاب وكنت أظن أنني سأقدر على أداء أحكامه، ولست بقادرة على ذلك، ودائما أحس بالذنب تجاه ربنا لأنني لا أعرف أن أتأقلم مع الحجاب، مع أنني كنت لابسة للملحفة، وقرار النقاب تسرعت فيه، وزوجي قال لي فكري جيدا، وهوالآن يقول لي لا أقدر أن أفيدك، وأنا أريد أن أعمل كل شيء من أجل الله، وليس من أجل شكلي أمام الناس، ومن داخلي لست مرتاحة، أريد أن أعمل من داخلي وأنا مقتنعة من أجل ربنا، وإذا خلعت الحجاب فهل يغضب ذلك ربنا مني؟ أم ما ذا؟ مع أنني لو خلعته أكون أحسن بكثير وأتخلص من عذاب الضمير.
لو سمحتم أريد جوابا سريعا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالراجح عندنا وجوب ستر المرأة لجميع بدنها، وقد سبق أن بينا خلاف العلماء في حكم ستر المرأة وجهها وذكرنا أدلة وجوبه وأنهم متفقون على وجوب ستر الوجه إذا خشيت الفتنة، كما في الفتوى رقم: 5224.
فالواجب عليك لبس النقاب والالتزام بالحجاب الشرعي بشروطه المبينة في الفتوى رقم: 6745.
ولا شك أنّ ستر الوجه أفضل، لما فيه من تمام الصيانة وكمال الاحتشام والتشبه بأمهات المؤمنين، وليس فيما ذكرت مسوغا لك لخلعه، فإن على المؤمنة المبادرة بالطاعات والمسارعة فيما تقدر عليه من الخيرات.
ولا ينبغي التخلّف عن طاعة الله ورسوله بحجّة عدم الاتصاف بصفات تناسب هذه الطاعة، أو خوفا من فقد الإخلاص أو ضعفه، فمثل هذه الأفكار إنما هي تشويش من شبهات أهل الجهل والضلال وخداع من النفس الأمارة بالسوء وتلبيس من غرور الشيطان وألاعيبه يريد بها تخذيلك عن الطاعات وتثبيطك عن الاستجابة لأمر الله ورسوله، قال العز ابن عبد السلام: الشيطان يدعو إلى ترك الطاعات، فإن غلبه العبد وقصد الطاعة التي هي أولى من غيرها أخطر له الرياء ليفسدها عليه، فإن لم يطعه أوهمه أنه مراء وأن ترك الطاعة بالرياء أولى من فعلها مع الرياء فيدع العمل خيفة من الرياء، لأن الشيطان أوهمه أن ترك العمل خيفة الرياء إخلاص والشيطان كاذب في إيهامه إذ ليس ترك العمل خوف الرياء إخلاصا. مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل.
كما أنّ الإنسان لا ينتظر أن توافقه نفسه لفعل الطاعة، وإنما عليه أن بجاهد نفسه ويخالف هواه ابتغاء مرضاة الله قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: إنَّ الصَّالِحِينَ كَانَتْ أَنْفُسُهُمْ تُوَاتِيهِمْ عَلَى الْخَيْرِ عَفْوًا، وَإِنَّ أَنْفُسَنَا لا تَكَادُ تُوَاتِينَا إلا عَلَى كُرْهٍ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُكْرِهَهَا.
وننصحك بمطالعة كلام أهل العلم في شأن الحجاب الشرعي للمرأة مع الاستعانة بالله وسؤاله التوفيق للطاعة.
والله أعلم.