السؤال
هل يجوز التهليل والتحميد وذكر الله أثناء سماع القرآن أو أثناء التواجد في مجالس الذكر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيستحب لمن يسمع القرآن من غير إمامه في الصلاة أن يستمع إليه وينصت له كما هو الراجح من أقوال أهل العلم في قول الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. {204}، أما قراءة الإمام فيجب على المقتدي به سماعها، وانظر تفاصيل ذلك وأقوال أهل العلم في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 45102، 99483، 22205.
ولذلك فالأولى للمستمع ألا ينشغل بشيء غير الاستماع والإنصات للقرآن، وإذا هلل أو حمد أو ذكر أو دعا أو استعاذ... فلا حرج عليه -إن شاء الله تعالى- وخاصة إذا كان ذلك عند سماع ما يناسب الذكر أو الدعاء.
أما المجالس فإن ذكر الله تعالى فيها فضيلة وتركه حسرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من قوم جلسوا مجلساً لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة. وفي رواية: ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم. رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما وصححه الألباني.
وإذا كان قصدك بالتواجد التفاعل مع الذكر أو تلاوة القرآن الكريم وطلب الخشوع والتأثر بهما... فإن ذلك محمود شرعاً إذا كان غلبة ومن غير تكلف وتصنع.. كما كان حال السلف الصالح، وكرهه بعضهم إذا كان تكلفاً وتصنعاً، وذهب بعضهم إلى أنه مطلوب ولو لم يأت غلبة... وذلك لما في صحيح مسلم أن عمر رضي الله عنه قال في قصة فداء أسرى بدر: ... فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما. قال ابن القيم في مدارج السالكين: والتحقيق أن صاحب التواجد إن تكلفه لحظ وشهوة ونفس لم يسلم له وإن تكلفة لاستجلاب حال أو مقام مع الله سلم له وهذا يعرف من حال المتواجد وشواهد صدقة وإخلاصه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني