السؤال
أحمد الله الذي سخر لنا موقعكم المبارك نبث همومنا له بعد الله، ونجد الصدر الرحب لذلك، ومشكلتي باختصار أن الوالدين يجبراني على الزواج من بنت اختاروها لي، وتمت الخطوبة بعد ذلك، ولكن المهر فوق استطاعتي ولا يستطيعان هما دفع المبلغ، ولا أنا ويتطلب جمع ما طلب من المهر أكثر من 4 سنوات، مع العلم أني لا أستطيع الانتظار خوفا على نفسي من المنكرات، ولا أستطيع دفع المهر، بل أستطيع الزواج من مكان آخر بدفع مهر أقل، لكن الوالدين رافضان ولم أستطع إقناعهما، فهل لي أن أعصيهما كون الموضوع يخصني أنا، وكون المهر فوق طاقتنا جميعا. أرجو أن توافونا بردكم بقدر ما تستطيعون من السرعة. والله يرعاكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للوالدين ولا لغيرهما أن يجبرا الشخص على الزواج بمن لا يريدها؛ لأن الشريعة قد كفلت للإنسان أن لا يتزوج إلا بمن شاء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد فلا يكون عاقا كأكل ما لا يريد. انتهى.
وعليه، فلا يجوز لوالديك أن يجبراك على الزواج من هذه المرأة التي تأباها، ولا يجب عليك طاعتهما في ذلك ومخالفتهما في هذا لا تعد من العقوق.
فإذا انضم إلى هذه غلاء مهر هذه المرأة مما يترتب عليه تأخرك في الزواج مع خوفك من الوقوع في الفتن، فقد وجبت المبادرة إلى الزواج ولا عبرة بمعارضة الوالدين.
لكن عليك أن تردهما ردا جميلا لا زجر فيه ولا تعنيف، مع بذل الجهد في استرضائهما بكل سبيل بعد إتمام زواجك.
مع العلم أنه لا يشترط لصحة نكاح البالغ العاقل علم الوالدين ولا رضاهما كما بيناه في الفتوى رقم: 20295.
والله أعلم.