السؤال
أنا محافظ على الصلاة، ولكني يوما ما لم أصل بسبب الوسواس، وأبي قال لي صليت قلت له نعم. هل يجوز الكذب. والأهم هل بذلك لا تقبل صلاتي لأني لازم أصلي بسبب أبي، لكن أنا أصلي لله وليس أمامه، لكن لو لم أصل أقول نعم لعدم الإحراج، ولازم أستيقظ الفجر حتى ولو جنبا أعمل نفسي داخلا الحمام، ثم أدخل أنام. سؤالي: هل إذا كنت أنا مستيقظا بإرادتي وصليت لله يؤثر على خوفي من أبي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام الباعث لك على أداء الصلاة هو إرادة وجه الله سبحانه فصلاتك مقبولة إن شاء الله، ولا أثر لشعورك بالخوف من أبيك. وإنما هذا الوسواس من الشيطان ليقطعك عن ذكر الله وعن الصلاة، وبشؤمه وقعت في الكذب، وقد يوقعك أيضا في ذنوب أخرى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره لا بد له من ذلك، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان. إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا. وكلما أراد العبد توجها إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوسواس أمور أخرى فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق كلما أراد العبد يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس فقال: صدقوا وما يصنع الشيطان بالبيت الخراب. مجموع الفتاوى.
فعليك بالإعراض عن ذلك الوسواس والإقبال على صلاتك والمحافظة على أدائها في جماعة، فهذا من أسباب التخلص من الوساوس. وانظر للأهمية الفتوى رقم: 132309 وما أحيل عليه فيها.
واعلم أن صلاة الجماعة واجبة على الراجح، كما أن صلاة الفجر مع جماعة المسجد فيها أجر عظيم. وانظر الفتوى رقم: 23962
وأما الكذب لأجل ما ورد في السؤال فلا يجوز. وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 39152.
والله أعلم.