السؤال
اتصلت بكم عن طريق (الفتاوى الحية ) فطلبتم مني أن أرسل فتواي بكيفية مباشرة ، لأن فتواي هذه تتطلب الوقت الكافي للإجابة عنها ، وهذا هو نصها . وفقكم الله وجزاكم عني خير الجزاء ، وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم . إخوتي الكرام أرجو إجابة شافية خاصة فيما يتعلق بالأسئلة الخمس في نهاية رسالتي . والسلام عليكم : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا إلى يوم الدين . سيدي الفاضل : السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته . أرجوكم أن تفتوني في أمري والله تعالى يجازيكم عني خير الجزاء ، ويجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم وبعد : تنتابني في كل لحظة من لحظات حياتي هواجس لا تفارقني ليلا أو نهارا حتى أصبحت حياتي منغصة ، وخاصة عندما أخلو إلى نفسي وأفكر في زواجي وأسرتي ، ولقاء ربي ، وعباداتي ، وعقيدتي . أما عندما أقرأ كتاب الله عز وجل ، فإني أزداد تعاسة وهما وغما من كل آية من آيات العذاب ، بل إنني أجد في قوله تعالى :'' وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا'' ، وكذا في قوله تعالى :'' قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا'' ، أقول إنني أجد في هاتين الآيتين الكريمتين وفي غيرهما من كتاب الله عز وجل إنذارا ووعيدا شديدا وزاجرا لي أنا بالذات ، أما آيات الرحمة والغفران فأجد نفسي وأنا أتلوها بعيدة مني كل البعد - أستغفر الله العظيم لي ولكم ولكل من يوحد الله ويؤمن بالله واليوم الآخر . سيدي الفاضل : إن سبب هذا الشرود والأفكار التي تسيطر على ذهني ، وتنغص عيشي ترجع إلى خلافات زوجية قديمة ونزاعات أسرية بغيضة نتج عنها عدم تحكيم العقل بالرجوع إلى هدي القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن الغضب والانفعال الذي هو سمة من سمات مزاجي العصبي ، وعند هذا الغضب حدث ما حدث من التلفظ بكلمة الطلاق في حق زوجتي خلال فترة الحيض أو طهر تمت فيه المعاشرة . لكن بعد التأمل في الموضوع ، والبحث الطويل في كتب الفقه والسنة واستفتاء بعض العلماء تبين لي أن هناك خلافا بين أئمة العلم والعلماء وفقهاء الشريعة حول إيقاع الطلاق البدعي . وفي آخر المطاف أخذت برأي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الذي يستند في عدم إيقاع الطلاق البدعي بدوره إلى علماء الأمة سلفهم وخلفهم ، كمذهب ابن عمر وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم ، وكذا مذهب سعيد بن المسيب وطاوس وخلاس بن عمرو من التابعين بالإضافة إلى رأي شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم . اطمأنت نفسي إلى فتوى سماحته التي هي منتشرة في موقعه الإليكتروني ، وكذا إلى رأي هؤلاء العلماء سلفهم وخلفهم جميعا فرجعت إلى زوجتي واستقامت حياتنا الزوجية ورزقنا الله سبحانه وتعالى خمسة أبناء . إلا أنني كلما رجعت أفكر في زمن الشقاق والنزاع والصراع القديم يستولي على ذهني ما يستولي من ندم وهواجس الماضي . وخاصة هذه الأيام عندما كنت أقرأ ما جاء في بعض الكتب المنشورة على الانترنيت ، فإذا بي أعثر على رأي مفاده (أن من تتبع الرخص فقد تزندق ؟؟؟؟...) وقد نسب هذا الكلام لإبراهيم بن الأدهم ونوقش على أساس أنه من يطلب فتوى من مذهب غير مذهبه ووجد في هذه الفتوى ترخيصا وتساهلا وأخذ به فهو زنديق . وهكذا زادت نكبتي واتسعت دائرة هواجسي وضاقت علي الأرض بما رحبت ، فالتجأت إليكم سيدي الفاضل للأخذ بيدي وإرشادي للطريق الصحيح في عبادتي . لذا أطلب منكم أجوبة محددة على هـــذه الأسئلة لحل معضلتي الدينية والنفسية والاجتماعية : 1 - هل زواجي الحالي بعد طلاق بدعي مختلف فيه زواج فاسد حرام؟ 2 - هل الأخذ والاطمئنان إلى فتوى ابن باز رحمه الله والعمل بها عمل باطل ؟ وخروج عن مذهب أهل السنة والجماعة ؟ 3 - هل يترتب عن بطلان هذا العمل - إذا كان باطلا حقا - بطلان كل عباداتي من حج وعمرة وصلاة وصيام وزكاة وكل أعمال الخير، وبالتالي ينطبق علي مفهوم الآيتين القرآنيتين ألسابقتي الذكر ؟ 4 - هل أنا زنديق بخروجي عن مذهب الإمام مالك إلى مذهب الإمام أحمد في فتواي والقاعدة الفقهية المشهورة تقول : المفتى لا مذهب له .؟ 5 ـ هل ما يستولي علي من هواجس وشرود وتأنيب ضمير هو صوت الحق يناديني من أجل فراق زوجتي وأسرتي ؟؟؟ .... هي وساوس من الشيطان الرجيم الذي يحاول أن يفرق شمل أسرتي من جديد ؟... أرجوكم سيدي الفاضل أنقذوني من هذا التمزق النفسي الذي يطاردني كل يوم بل كل لحظة وينغص على حياتي وصلاتي وكل عباداتي ، ولكم جزيل الشكر ... أنا في انتظار أجوبتكم بفارغ الصبر.