السؤال
طلبت مني معلمة ابني أن أتقدم بطلب للعمل في المدرسة كمعلمة للحاسوب لتمكني بفضل الله منه، وقبل أن أتقدم سألت الله أن يبين لي ماذا أفعل لأني أخاف أن أقصر في بيتي والأمر للزوجة بيتها أولا، فرأيت في المنام أني ذهبت إلى مكتب به رجل يلبس لبس أهل السنة وذو لحية طويلة قال لي تعالي لتضعي صدقتك عندنا، فقلت له ليس لك أن تجبرني أين أضع صدقتي، فقال لي إن ابنك في الحكمة قلت له نعم لذلك أقول لك أنا أعلم أين أضع صدقتي، ليس لك أن تحكمني وتركته وذهبت، وإذا بجوالي يرن فحملته وعلى شاشته هيئة الأعمال الخيرية فقلت له من معي قال أنت تعلمين من معك، أقول لك تعالي وضعي صدقتك عندنا. ذهبت وقدمت الطلب للمدرسة وقدمت الامتحان المطلوب وقال لي الأستاذ المسؤول عن التقييم أنت تحبين الحاسوب هذا واضح فقلت له يا أستاذ أنا لم آتي هنا للعمل من أجل المال، أنا أحب مهنة التعليم وأجد في الحاسوب مادة يمكن من خلالها تسهيل العلم وتقريبه للطلاب بحيث يصبح يسيرا عليهم، لكن ما حصل أني حملت ثم قال لي الأستاذ إن الحمل يلغي الموضوع يجب أن تتقدمي بالطلب مرة أخرى عندما تكوني جاهزة، والآن أنا أنجبت وعمر ابني بفضل الله 5 شهور، وأستطيع الآن أن أعاود التقدم بالطلب مرة أخرى، لكن لم أتعود أن أعمل سابقا، وعندي طفل صغير لأنني عندما تقدمت كان وضعي مناسبا أكثر من الآن، ابني الكبير عمره 10، والبنت عمرها 6 بإذن الله، ولم أتعود العمل مع رضيع وأتركه للخادمة لأن عملي يتطلب وجود خادمة في المنزل، فأنا لا أستطيع الجمع بين الاثنين، وأجد صعوبة في تقبل فكرة أن هناك أحدا يشاركني في تربية ابني، وبالذات أن معظم الخادمات غير مؤهلات للتربية، وعلى فكرة العمل كمعلمة فعلا صدقة لأن الأجر أقل بكثير من التعب في مهنة التدريس فالراتب 2300 درهم، أنا أعلم أن ثبات البيوت بيد الله عز وجل بعد الأخذ بالأسباب، أسألكم أن تفتوني في أمري أرجوكم. دائما أطلب من ربي أن يجعلنا أنا وزوجي وأولادي بصحبة رسول الله عليه السلام - وهذا لن يأتي بجلوسنا مرتاحين نأكل ونشرب ونشاهد التلفاز وتكون حياتنا عادية- أخذت عهدا على نفس أن أربي أولادي رجالا يعزون الإسلام وأسميت صغيري عمر لشدة حبي لابن الخطاب وأحس انه في زماننا نحتاج في كل بيت أولادا تربوا على خطى رسول الله وصحبه، ولذلك تفرغت لتربيتهم وأعمل جاهدة على ذلك ودائما هناك تقصير فكيف إذا عملت. علما بأني أعلم في قرارة نفسي أنه ليس عمل المرأة هو سبب دمار بيوت هذا الزمان إنما الركض وراء الدنيا، وسألت ربي بالأمس أن ييسر لي العمل إن كان هذا خياره، وأنا راضية بحكمه فاستيقظت من نومي أردد الآية "كانتا رتقا ففتقناهما" إشارة إلى سورة الأنبياء وفي هذه السورة دعوة لسؤال أهل الذكر، وأنا أسألكم يا أهل الذكر أن تفتوني في أمري، لأني في حيرة أنام وأقوم عليها علما بأني صليت الاستخارة على العمل، ورأيت في منامي أنني قد أتيت بخادمة، وكنت قد سألت ربي إن كتب علي العمل أن يبعث لي بخادمة تخافه فينا، أنا أبعث لكم وأنا أعلم بقراره نفسي أن الأمر واضح، ولكن أسألكم المشورة والتثبيت إن كان الرأي صحيحا. على فكرة زوجي ليس من المؤيدين ولا من المعارضين الخيار لي أولا وأخرا وهي مسؤولية كبيرة.