السؤال
سمعت إماما يقول: انظروا إلى الله، وكذلك يقول هاهنا الله. هل هذه الأقوال تجوز في حق الله و بارك الله فيكم؟
سمعت إماما يقول: انظروا إلى الله، وكذلك يقول هاهنا الله. هل هذه الأقوال تجوز في حق الله و بارك الله فيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمثل هذه الألفاظ لا يتأتى الحكم عليها إلا في سياقها، فإن كثيرا من الألفاظ إذا بتر عن سياقه أوهم غير مراد القائل. وهذه الألفاظ المذكورة في السؤال قد تستخدم في بعض السياقات بطريقة لا حرج فيها، كقول القائل: انظروا إلى الله كيف أمرنا بكذا ورغبنا في كذا ونهانا عن كذا... انظروا إلى الله.. كيف أتقن صنعه وأحسن كل شيء خلقه. ونحو ذلك من العبارات.
وكذلك العبارة الثانية، فقد يقولها من يفسر كلام الله، فيقول: هاهنا الله تعالى يبين للناس كذا ويرشدهم إلى كذا.. ونحو ذلك.
وأما إن كان المراد بها ما يقارب الاعتقاد بوحدة الوجود. وهذا ما نستبعده فلا شك أن هذا هو عين الضلال والبوار، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 40352، 11542، 32148، 76100.
وعلى أية حال فينبغي أن يجتنب المسلم التعبيرات الموهمة، والألفاظ المجملة التي تحتمل حقا وباطلا، ولنا في غير ذلك من الكلام متسع ولله الحمد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: كل لفظ يحتمل حقا وباطلا فلا يطلق إلا مبينا به المراد الحق دون الباطل، فقد قيل: أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء. وكثير من نزاع الناس في هذا الباب هو من جهة الألفاظ المجملة التي يفهم منها هذا معنى يثبته، ويفهم منها الآخر معنى ينفيه. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني