الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الطلاق بسبب سجن الزوج مدة طويلة

السؤال

امرأة حكم على زوجها بالسجن لأكثر من 15 سنة، هل يحق لها المطالبة بالطلاق والزواج من رجل آخر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أنّ المرأة ما دامت في عصمة زوجها لا يحل لها بحال أن تتزوج غيره مهما طال غيابه ، إلا إذا طلقها الزوج أو حكم بالطلاق قاض مسلم وانتهت عدتها منه.

أما عن حقها في طلب الطلاق بسبب سجنه مدة طويلة، فإن كان المقصود بذلك سؤالها لزوجها أن يطلقها؛ لما يقع عليها من ضرر غيابه الطويل، فهذا حق لها ولا إشكال فيه، فإنّ طلب المرأة الطلاق لضرر يقع عليها لا حرج فيه، وإنما تنهى عن طلب الطلاق من غير بأس، ولا شكّ أن في غياب الزوج تلك المدة ضرر ظاهر بالزوجة.

أمّا إذا كان المقصود بحقّ المرأة في الطلاق المطالبة به قضاء، وإلزام الزوج به رضي أم كره، فهذا قد اختلف العلماء في حكمه، فذهب الجمهور إلى عدم الجواز إذا كان الزوج ينفق على الزوجة، وذهب البعض إلى الجواز، وانظر الفتوى رقم: 62392.

و القول بالجواز –والله أعلم- أقرب إلى مقاصد الشرع وقواعده.

لكن ينبغي للزوجة في مثل هذه الحال أن توازن بين المصالح والمفاسد بعقل راجح ورأي سديد، وتقدم مصالح الدين على مصالح الدنيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني