الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق لا يقع بحديث النفس

السؤال

أنا شاب متزوج من أشهر، وأحب زوجتي جداً إلي أقصى حد. في يوم من الأيام كنت أجلس لوحدي وتخيلت أن حدث شجار بيني وبين زوجتي، وأني قلت طالق بالثلاثة بصيغة فلانة أنت كذا، ولكن هذا كان حديث نفس، وعرفت أن حديث النفس لا يقع، وبعد فترة بدأت أشك إذا كان حديث نفس أو لا، وعرفت أن يقين النكاح لا يزول بالشك، ولكن مع مرور الوقت بدأت أشعر أني تلفظت به، وبدأت أعيش في حيرة وعذاب، أياما أشعر أني تلفظت وأكون مائلا لذلك، وأياما أخرى العكس، مع العلم أني جامعت زوجتي بعد ذلك على أساس أنه شك. فما الحل فأرجوك، وأريد أن أعرف كيف أعرف إذا وصل رد. أرجو أن يكون عن طريق البريد الالكتروني؟ شكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر من سؤالك أنك لا تخلو من الوساوس، وننصحك بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها؛ لأن ذلك هو أنفع علاج لها. وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 3086.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الطلاق لا يقع بحديث النفس كما تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 20822.

كما لا يقع بمجرد الشك في حصوله لأن الأصل بقاء العصمة حتى يحصل يقين بانقطاعها، قال ابن قدامة في المغني: وإذا لم يدر أطلق أم لا فلا يزول يقين النكاح بشك الطلاق، وجملة ذلك أن من شك في طلاقه لم يلزمه حكمه نص عليه أحمد وهو مذهب الشافعي وأصحاب الرأي، لأن النكاح ثابت بيقين فلا يزول بشك. انتهى.

وهذا الذي ذكرناه هو في حق الشخص الطبيعي غير الموسوس، وأما الموسوس فقد بينا من قبل حكم طلاقه، فراجع في هذا الفتوى رقم: 134284.

فعلم مما تقدم أن الطلاق لم يقع بما صدر منك، وبالتالي فزوجتك باقية في عصمتك كما كانت، وعليك الإعراض عن تلك الوساوس التي تشعر بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني