السؤال
أرجو مساعدتكم. فقد أصبت بوسواس شديد بنزول المني كل يوم، فعندما أستيقظ لا أذكر احتلاما بل أشك بأني شاهدت شيئا بالمنام، وإذا ذهبت لأتأكد أجد رطوبة بلا لون أو رائحة وأنا فتاة تعاني من كثرة الإفرازات والرطوبة ونزولها بشكل مستمر فلا أستطيع التمييز بينها وبين المني، ولا أستطيع الاعتماد على اللون لأن إفرازاتي أصلا صفراء، وإذا قلت لنفسي هذه وسوسة أشعر بتأنيب الضمير وأفكر بأني سأصلي وأنا جنب، حاولت الإعراض عن هذه الوسوسة ولم أنجح وصرت أغتسل كل يوم وأحاول إقناع نفسي بالإعراض، وأن على الموسوس ترك الشك ما لم يحصل يقين بنزول المني، لكن يبقى الشك ماذا لو كان منيا ولم تقبل الصلاة، أجيبوني ماذا أفعل؟ وهل إذا تجاهلت وسواس نزول المني وكنت على خطأ وكان حقا منيا فهل ستقبل الصلاة لأني لم أغتسل ظنا بأنه وسواس؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن العبادة العبرة في صحتها وفسادها ما في ظن المكلف وليس ما في نفس الأمر وهذا من رحمة الله.
وأن الواجب علينا هو امتثال ما أمرنا الله به ولا علاقة لنا بما وراء ذلك، فمن شك في الحدث فإنه لا يلتفت لهذا الشك ويعمل بالأصل وهو الطهارة وعبادته صحيحة في هذه الحال وإن كان في نفس الأمر قد أحدث؛ وذلك لأنه فعل ما يجب عليه وامتثل ما أمره به ربه تبارك وتعالى.
فعليك أيتها الأخت الكريمة ألا تكلفي نفسك ما لا تطيقين، واقتصري على فعل ما أمرك الله تعالى به وشرعه لك، فإن كان خروج المني أمرا مشكوكا فيه فعليك ألا تلتفتي إلى هذا الشك وأن تعرضي عنه وبخاصة وأنت مصابة بالوسواس.
واعلمي أن إعراضك عن هذه الوساوس هو العلاج الأمثل للوسوسة، وأنه هو المطلوب منك شرعا، فإذا فعلت هذا وأعرضت عن الوساوس فلم تلتفتي إليها فثقي بأن عبادتك وصلاتك صحيحة لأنك فعلت ما أمرت به كما أمرت واتقيت الله ما استطعت والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وانظري لبيان كيفية التخلص من الوساوس الفتوى رقم: 51601والفتوى رقم: 134196.
ولبيان صفة مني المرأة وكيف يمكنك التمييز بين المني وغيره من الإفرازات انظري الفتوى رقم: 135248، والفتوى رقم: 131658، فمتى حصل اليقين لك بأن ما خرج منك هو المني الموجب للغسل فقد وجب عليك أن تغتسلي وأما مع الشك فلا يلزمك شيء بل تستصحبين الأصل وهو الطهارة من الحدث الأكبر، وانظري للأهمية الفتوى رقم: 132197وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.