السؤال
لقد منحني والدي منزلا لأسكن فيه أنا وأسرتي، وكان شرطه الوحيد أن لا أترك هذا المكان الذي نشأت فيه وأصر على طلبه هذا حتى في آخر أيام حياته إلى درجة أنه قال لي إنه لن يسامحني ولن يرضى عني إذا تركت هذا المنزل أو تصرفت فيه بالبيع أو غيره.لكن أنا اليوم أصبحت مجبرا على ترك هذا البيت نظرا لظروف العمل بحيث أصبح من الصعب الوفاء بما عاهدت عليه أبي. فهل يمكن لي بيع هذا البيت لأني إن تركته مغلقا سيهلك لا سيما وأني لا أستطيع أن أتعهده بالنظافة أو التهوية أو... نظرا لبعد مقر الإقامة الجديد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن طاعة الوالد واجبة فيما فيه منفعة له إن لم يحصل بذلك ضرر أو مشقة فادحة، فإن كان هناك ضرر فتسقط طاعته مثل الفرائض التي يسقط طلبها بسبب الضرر مثل الطهارة المائية والصوم اللذين يسقطان بسبب الضرر الحاصل بفعلهما.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ...
هذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا، وإنما لم يقيده أبو عبد الله لسقوط الفرائض بالضرر.... انتهى.
وبناء عليه فلا حرج عليك في بيع هذا البيت ما دام السكن به يضرك أو يشق عليك مشقة معتبرة.
والله أعلم.