الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إسلام ويب

بحث تفصيلي

الفتوى

  1. الرئيسية
  2. الآداب والأخلاق والرقائق
  3. الآداب
  4. آداب الجوار

الانتفاع بكامل الطريق من حقك

136638 11116 الخميس 28 جمادى الآخر 1431 هـ - 10-6-2010 م
356

السؤال

أسكن في آخر منزل بالشارع، وأوقف سيارتي أمام المنزل، ولم يشتك أحد من ذلك؛ لأنه لا توجد منازل بعدي وذلك منذ أربع سنوات. وجاء جار جديد منذ عام تقريبا، واشترى سيارة، ومنذ أسبوع أحضر سيارته أمام المنزل الذى يسكن به، وهو المنزل الذي قبل منزلي مباشرة وأغلق بذلك الطريق على سيارتي، حيث إن الشارع ضيق نسبياً، وقال لي سوف أوقف سيارتي أمام منزلي وأنت تصرف. ورفض جميع الحلول كأن يدخلني أو يخرجني أو أن تقف سيارتي أمام سيارته وأدخله أو أخرجه وقتما يشاء بحجة أنه يكون نائما في الصباح ولن يصحو من نومه صباحا لإخراج سيارتي و أنه يريد أن يخرج و يدخل في أي وقت، ورفض كل الحلول ونتيجة لذلك اضطررت إلى عدم استخدام السيارة، واستخدام المواصلات العامة، وحاليا أنا متأذ جدا من هذا الوضع، وأشعر بالنقمة والغل من هذا الجار لأنه بذلك قد سجنني وضيق علي ولغضبي الشديد من هذا الوضع تحدثني نفسي دائما بإيذائه، وأنا لا أحب أن أؤذيه ولا أعرف ما الذي أفعله معه. وسؤالى هو هل يحق له بما أنه يسكن في المنزل الذي قبل منزلي أن يغلق علي الطريق فلا أستطيع الدخول أو الخروج بسيارتي. مع العلم بأنني أسكن قبله بعدة سنوات ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد رغب الإسلام في الإحسان إلى الجار ولو جار، وجعل أذيته من كبائر الذنوب، وقد سبق لنا بيان ذلك، وبيان كيفية التعامل مع الجار العاصي والمسيء للجوار، في الفتاوى التالية أرقامها: 10851، 14785 ، 15277 ، 60282 ، 71781 ، 10851 .

وأما بالنسبة لجواب السؤال، فالانتفاع بالطريق المشترك وعدم إضرار الغير بكيفية هذا الانتفاع ـ حق مكفول لكل من له حق المرور فيه.

جاء في (الموسوعة الفقهية) أن الانتفاع بالطريق يكون بما لا يضر الآخرين باتفاق الفقهاء، ومنفعتها الأصلية: المرور فيها، لأنها وضعت لذلك، فيباح لهم الانتفاع بما وضع له ـ وهو المرور ـ بلا خلاف، وكذلك يباح الانتفاع بغير المرور مما لا يضر المارة. اهـ.

وفيها أيضا: الطريق غير النافذ ملك لأهله .. وأهله من لهم حق المرور فيه إلى ملكهم من دار أو بئر أو فرن أو حانوت، لا من لاصق جداره الدرب من غير نفوذ باب فيه؛ لأن هؤلاء هم المستحقون للارتفاق فيه. ويستحق كل واحد من أهل الطريق غير النافذ الارتفاق بما بين رأس الدرب وباب داره؛ لأن ذلك هو محل تردده ومروره ، وما عداه هو فيه كالأجنبي من الطريق. اهـ.

وهذا معناه أن السائل له الحق في الانتفاع بكامل الطريق؛ لأن داره في آخرها، وأما صاحب الدار التي قبله فإلى باب داره فقط، وهكذا .. وعلى ذلك فليس لمن قبله أن يحول بينه وبين المرور فيه، وحق المرور ليس قاصرا على النفس بل يشمل الدواب، فقد نص بعض الفقهاء على مرور الدواب أيضا، قال ابن نجيم في (البحر الرائق): لكل منهم المرور بنفسه وبدوابه. اهـ.

والخلاصة أن لصاحب آخر دار في الطريق غير النافذة المرور في كامل الطريق بنفسه ودابته (سيارته). وكذلك له حق توقيفها أمام داره، لأن ذلك لا يضر أحدا من أهل الطريق. وأما صاحب الدار التي قبله فله حق المرور من رأس الطريق إلى باب داره، وأما توقيف سيارته أمام داره فيشترط لجوازه أن لا يضيق على من له حق المرور في الطريق، وهو صاحب الدار التي بعده.

هذا ونوصي السائل الكريم بالصبر والرفق في مطالبته بحقه، وأن لا ييأس من السعي للتفاهم مع جاره ومصالحته على ما يرفق بهما جميعا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني



 
 
 
 

العرض الموضوعي

الأكثر مشاهدة

محاور رئيسية

محاور فرعية

خدمات تفاعلية

وثيقة الخصوصية اتفاقية الخدمة اتصل بنا من نحن

جميع الحقوق محفوظة © 2023 - 1998 لشبكة إسلام ويب

جميع الحقوق محفوظة © 2023 - 1998 لشبكة إسلام ويب