السؤال
يوجد لدينا قريب جدا كنا نثق فيه جداً، وللأسف تبين أنه كان يتآمر مع بعض المجرميين علينا. وكان يحيك المؤامرات علينا وذلك مقابل مبالغ زهيدة من المال، وبناء على مساعدته للمجرمين أدخلنا معهم بمشاكل عديدة وكبيرة جداً.
الغريب أن أخوال هذا الشخص والذين هم في نفس الوقت أولاد عمنا وخالتنا كانوا على علم بما يفعل هذا الشخص ولم يردعوه على فعله، فما موقف الدين من هذا الشخص وما هو موقف الدين من أخواله ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أهل النار، فقال: أهل النار خمسة. فذكر منهم: الخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك. رواه مسلم.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
وهذا من شر أنواع الخيانة، فلا جرم أن يكون صاحبه من شر أهل النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه. متفق عليه.
وهذه ليست من خصال المسلم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم؛ لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام: عرضه وماله ودمه. رواه مسلم والترمذي واللفظ له.
وأما كيفية معاملة أمثال هؤلاء فأول ما ينبغي أن يذكر فيها هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره. متفق عليه.
ثم على السائل الكريم أن يأخذ حذره من أمثال هؤلاء ولا يدع لهم مجالا للإفساد، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 126576.
والله أعلم.