الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعرض عن الوساوس ولا تحكم بالنجاسة بمجرد الوهم

السؤال

شيخنا الفاضل موضوعي هو أني أعمل بدولة عربية، وأسكن مع أختي وزوجها. تتلخص المشلكة في أبناء أختي الكبار أعمارهم في حدود 13 و11 و9 سنوات ولكنهم لا يتوقون النجاسات وخاصة فى استعمال الحمام الافرنجي. فكيف يكون التعامل معهم وخاصة أني الآن عند ما أستعمل أي شيء وراءهم أغسله.يأتي الأمر الآخر وهو ما يؤرقنى وهو زوج أختى أحيانا يتبول واقفا والحمام -أعزكم الله- لدينا صغير جدا وبجانب مقعدة الحمام الافرنجى توجد الغسالة الاتوماتيكية والتى يقترب فوهة الغسيل بها من المقعدة، فعند ما ادخل الحمام اجد بعض قطرات البول الصفراء فأقوم بغسل المقعدة كاملة اول عن اخر، وأقوم بغمس الخرطوم بجانبها والحنفية. فالامر اصبح صعبا علي. الشئ الآخر أن أولاد أختى يدخلون إلى الحمام أحيانا حافيي القدمين ويمشون على الارض بها، وأحيانا قد يكون ذلك بعد أن يخرج أبوهم من الحمام. ومثال على ذلك ابن أختى دخل إلى الحمام أمس وخرج وهو حافي وأخذ يضع زجاجة الماء بين رجليه التى خرج بها من الحمام لدرجة أنى تأزمت جدا من فعله، وأيضا أشك فى طهارة ملابسى لأنى كما قلت لفضيلتكم الحمام صغير والغسالة الأتوماتيكية فتحتها بجانب المقعدة فى الحمام، أيضا يوضع طبق الغسيل على الأرض وأحيانا يكون على فوهته. أشياء كثيرة أصبحت تمثل هاجسا بالنسبة لى وأتعبتنى فقلت أستفتي حتى لا أدخل نفسى فى الوسواس.شيخى الفاضل هل يجب علي ترك السكن لأنى أشك فى طهارة كل شيء؟ وأنا أوفر عند ما أجلس معهم فأختى تقوم بخدمتى وذلك كل ما يؤرقنى وأيضا أشك فى طهارة ملابسى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أنك مصاب بشيء كبير من الوسوسة، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها. واعلم أن الأصل في الأشياء هو الطهارة ما لم تتيقن نجاستها.

فإذا تيقنت من إصابة النجاسة لموضع ما من أرض الحمام فإنك تصب عليه الماء حتى تغمر النجاسة وتستهلك بالماء ويكفي ذلك في تطهيرها، ولا يلزمك تطهير ما لم تعلم أن النجاسة قد أصابته، ولا مسوغ لأن تشك في طهارة ثيابك، فإن فوهة الغسالة وإن كانت قريبة من محل قضاء الحاجة فإنه لا يتيقن أن النجاسة أصابتها، ولو فرض ذلك فلا شك في أنه يصب عليها من الماء ما تزول به هذه النجاسة لو وجدت.

وإذا مشى أولاد أختك في الحمام حفاة فلا يحكم بتنجس أرجلهم ما لم يتيقن أنهم مشوا على عين النجاسة الرطبة، فإذا فعلت ما أوصيناك به من الإعراض عن الوساوس والشكوك وعدم الحكم بالنجاسة لمجرد الوهم الذي لا حقيقة له في الغالب والبناء على الأصل الذي هو الطهارة، زال عنك هذا القلق وذلك العناء ولم تحتج إلى ترك بيت أختك.

وينبغي أن تعلم أولاد أختك كيفية التطهر والتحفظ من النجاسات، وناصح زوج أختك بلين ورفق مبينا له أن البول قاعدا أفضل وأقرب إلى الأمن من إصابة النجاسة وتلويث المكان.

وانظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 121334، 125337، 133855.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني