السؤال
أنا سيدة مطلقة، تزوجت برجل متزوج بالسر، دفع لي المهر المقدم والمؤخر وكان أخوه الشيخ الكاتب لعقد زواجنا، مع العلم أنني اشترطت عليه أن يتقدم لزواجي من أهلي بعد أربع سنوات لكن اتضح أنه لا يستطيع. أحببته وأحبني أقنعني أن زواج الثيب عند بعض الفقهاء حلال، لم أكن أشك فيه. وبعد مرور سنتين اكتشفت كذبه فانفصلنا، وشاءت الظروف أن أترك عملي القديم وأطلب منه توظيفي عنده وحصل ذلك، اتضح أنني ما زلت أحبه وكنت أستمتع معه عند لقائنا وكذلك هو، طلب مني من جديد الزواج منه بالسر رغم أنني مازلت أحبه ولكنني مقتنعة أن الذي حصل بيننا كان حراما. أنا الحمدالله مؤمنة ومحجبة والله قدر لي الحج بعد انفصالي عنه ولكن وجوده بقربي يعزز مشاعري اتجاهه، ورغبتي فيه أني أدعو الله أن أجد عملا في مكان آخر لكن المشكلة أن المحجبة في لبنان لا تجد عملا مناسبا بسهولة وهذا الأمر الذي اضطرني للجوء له. سؤالي محرج ولكن عندي شعور غريزي وقوي اتجاهه وربما لأنني أيضا مطلقة فهذه الغريزة تجعلني محتاجة لأحد يحبني ويضمني مع أنني قوية كثيرا من الأوقات على نفسي، وأقوي إراداتي بالإيمان والتفكير بالله تعالى. فماذا أفعل معه عندما أخرج من الشركة أنساه وأتذكر كذبه عليّ والتقليل من شأني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الرجل قد تزوجك دون ولي، فزواجه باطل عند جمهور العلماء. ولا فرق في ذلك بين الصغيرة و الكبيرة و البكر والثيب، خلافاً للإمام أبي حنيفة (رحمه الله) الذي يرى صحة تزويج المرأة نفسها، ومذهب الجمهور هو الراجح لقوة أدلته، وانظري الفتوى رقم: 111441.
فإذا أراد أن يتزوجك فلابد أن يكون زواجاً شرعياً عن طريق وليك، فإن أبى وأراد الزواج سرا فلا يجوز لك مطاوعته على ذلك، والذي ننصحك به إذا لم يكن الزواج عن طريق الولي ممكنا هو أن تتركي العمل مع هذا الرجل وتقطعي علاقتك به لما في ذلك من الريبة والتعرض للفتنة.
وإذا كنت بحاجة للعمل فلتبحثي عن عمل آخر يجنبك الاختلاط بالرجال، واستعيني بالله وتوكلي عليه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .{الطلاق:3،2}.
ولا مانع أن تعرضي نفسك على من ترين فيه الصلاح ليتزوجك، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281.
وإلى أن يتيسر لك الزوج فاصبري واعتصمي بالله واحرصي على مصاحبة الصالحات، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة والإلحاح في الدعاء مع إحسان الظن بالله فإنّه قريب مجيب.
والله أعلم.