الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الطلاق لإدمان الزوج على المواقع الإباحية وهجره للفراش

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ ست سنوات، ولي طفلان، زوجي مدمن مواقع إباحية، ولا يعطيني حقي بالفراش إطلاقا، وهاجرني منذ حوالي عامين، هاجرني بالفراش إلا أنه معي في نفس الدار، علما أنه ليس له زوجة أخرى. وحينما يرى أية سيدة أو فتاة من أقربائنا أو أصدقائنا تأتي إلى بيتنا يتعمد تجريحي وجعلي أضحوكة أمامها فقط لغرض إضحاك المقابل وبدون مبرر لذلك. وأنا صاحبة وجه جميل ولسان طيب ومثقفة؛ حيث إنني أستاذة جامعية حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم الحاسوب. أخبرت أهلي وأهله وكلموه إلا أنه مصر على مايفعل. وطول الليل يتركني ويجلس على النت في أحضان تلك المواقع الشاذة. وقد أمسكت به عدة مرات بوضع غير لائق على النت، وذكرته بحقي عليه وبحق الله ووجوب طاعته إلا أنه لا يكترث. هل من حقي أن أطلب الطلاق منه؟ لأنه لايراعي حقوقي كزوجة. علما أنني مكتفية ماديا لأنني أعمل في إحدى الجامعات كأستاذة تدريسية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان حال زوجك كما ذكرت من إدمانه على مشاهدة المواقع الإباحية، وهجرك في الفراش دون مسوغ وإساءة معاملتك ، فهو ظالم لنفسه وظالم لك ومتعد لحدود الله ، ولا شك أنّه يحقّ لك طلب الطلاق منه لبعض هذه الأسباب، فأحرى أن يحق لك الطلاق مع اجتماع هذه الأسباب، وانظري الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق في الفتويين: 37112، 116133.

لكن ينبغي لك أن تجتهدي في مناصحته وتذكيره بالله وتخويفه عقابه، وأن تحثيه على مصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة، وتتعاوني معه على طاعة الله، مع الإلحاح في الدعاء له بالهداية ، فإن لم يستقم ويعاشرك بالمعروف، فلتتشاوري مع العقلاء من أهلك، وتوازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني