السؤال
أحيانا تصيبني حالة إمساك، وأعالجه عن طريق وضع خرطوم الماء في فتحة الشرج وضخ الماء، ثم إخراج كل ما بالداخل ـ أعزكم الله ـ وقد تكررت هذه العملية معي في رمضان الماضي ولم ألق لها بالا، فهل هذا الفعل يفطر أو لا؟ فعلتها يومين متتابعين، وفي اليوم الثالث فكرت وتنبهت للموضوع، فسألت وتبين لي أنه مفطر. فما حكم اليومين الماضيين؟ وهل أدفع كفارة؟ أم علي القضاء؟ علما بأنني صمت يومين من شوال قضاء له، وهذا الموضوع يحرجني جدا، فإن كانت هناك كفارة شهرين متتابعين ـ مثل من أفطر بغير عذر ـ فأنا لا أريد أن ينكشف أمري أمام أهلي، لأنهم سيسألون لماذا أصوم شهرين؟.
أرجو إفادتي في أقرب وقت، لأن هذا الموضوع يحرجني ولا أستطيع إطلاع أحد عليه، أو سؤال أي شيخ مباشرة عنه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء في مثل هذا الفعل هل هو مفطر أو لا؟ فذهب الجمهور إلى كونه مفطرا، لكونه إيصال شيء إلى الجوف فأشبه الأكل والشرب. وذهب طائفة من العلماء إلى عدم التفطير بمثل هذا، وهو اختيار شيخ الإسلام وجماعة من المعاصرين بناء على أنه ليس أكلا ولا شربا ولا هو في معنى الأكل والشرب.
وعلى كل، فالأحوط للصائم أن يجتنب مثل هذا الفعل خروجا من الخلاف، وإن كان القول بأنه ليس مفطرا قولا لا يخلو من قوة، فعلى القول بأن هذا الفعل ليس من المفطرات، فالأمر واضح، وعلى القول بأنه من المفطرات فلم يكن عليك القضاء كذلك، لأنك كنت تجهل الحكم، ومن فعل مفطرا جاهلا، فلا قضاء عليه ولا كفارة، كما في الفتوى رقم: 127842.
وعلى تقدير أنك أفطرت بذلك، فإن الواجب عليك هو القضاء لهذين اليومين ـ فقط ـ وقد أتيت به، فلا يلزمك شيء زائد عليه، لأن الكفارة إنما تجب في الفطر بالجماع ـ فقط ـ على قول الجمهور، وانظر الفتوى رقم: 111609.
والله أعلم.