الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق لا يقع بمجرد حكايته

السؤال

أسأل عن وسواس يأتيني في أمور الطلاق: فأختي كانت مرة تتحدث معي وزوجي، وكان الحديث حول قسم خريجي الجامعات عندنا في مصر ـ وبعض الكليات يقسم خريجوها عند التخرج على أن يحافظوا على الوطن وغير ذلك ـ فقال لها زوجي ـ مازحا ومستهزئا بالقسم: سيقولون ماذا؟ علي الطلاق بالثلاثة لأخربها وأقعد على تلها ـ يقصد أن الطلاب المتخرجين يقسمون على خراب مصر والجلوس على تلها، وهي كلمة: يعني ـ لا معني لها تقريبا، ولكنها كناية عن فساد الطلاب، فانتابني وسواس شديد في هذا الأمر وأكد لي زوجي أنه قطعا لم يكن يتحدث عن نفسه، وأنه يقصد أن القسم سيكون كذلك، فلم يزل عندي الوسواس حتى أقنعته بالذهاب إلى دار الإفتاء المصرية، وهناك قال لي الشيخ أنه لا شيء في ذلك قطعا وأنها وساوس، فخرجت من دار الإفتاء وأنا أشك في أنني لم أوضح للشيخ الأمر كما كان، وسألت زوجي: هل أنت قلت كلمة: سيقولون كذا ـ لأطمئن أنه كان يتكلم عن غيره ـ فأقسم لي أنه قالها ثم قال لي في نهاية الحوار: ماش لم أقل: هيقولوا ـ وقلت: علي كذا كذا لأخربها وأقعد على تلها ـ فماذا في ذلك؟ فغضبت جدا، لأنه أعاد الجملة وانتابني الوسواس في هذه الجملة الأخيرة، لأنه وإن لم يتلفظ فيها بكلمة الطلاق إلا أنه قال: كذا كذا ـ ويقصد الطلاق، لكنه قطعا كان يقصد أن يقول لي أنه ليس فيها شيء، وإن قالها مجردة فهي كلمة لا معنى لها، فهل ذلك صحيح؟ أود أولا التأكد أنه في كل ماسبق لم يحدث طلاق، لأنني قرأت أن كلمة: علي الطلاق ـ من الألفاظ الصريحة عند أحمد وأعرف أنها ليست علي، ولكن ليطمئن قلبي.
ثانيا، أود معرفة إن كان قالها مجردة وموجهة لي، فهل يقع بها شيء، وهي لا تدل على شيء أصلا أو مثل الحلف على مستحيل؟.
ثالثا: إذا قال لي زوجي: ماش أنا قلت: أنت طالق، فماذا في ذلك؟ وهو لم يقل، لكنه يقصد أن يفهمني أنه لو قالها فلا شيء في ذلك، لم يحدث ذلك معي، ولكن أود أن أعرف عموما: هل كلمة: أنت طالق ـ لا تقع وفقا لسياق الحديث؟ أم أنها تقع بمجرد قولها؟.
أنا في انتظار الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما صدر من زوجك لا يعدو أن يكون حكاية للطلاق، والطلاق لا يقع بمجرد الحكاية، كما بيناه في الفتوى رقم: 48463

فالواجب عليك الإعراض عن تلك الوساوس وعدم الالتفات إليها جملة وتفصيلاً والحذر من التمادي فيها، فإن عواقبها وخيمة، ومن أعظم ما يعينك على ذلك: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجعي في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني