الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

والله العظيم أنا في حيرة وقلق وانزعاج في حياتي بسبب وساوس وقلق وتفكير من كلمة واحدة: وهي الطلاق باعد بيني وبينها الله ـ فأنا أعيش في السعودية وزوجتي في مصر والعلاقة بيننا طيبة ـ والحمد لله ـ ولكن حدث لي أمر: وهو أنني بعد أن صليت فجر الجمعة الماضية نمت عند صديق لي ونظرا لعدم توافر الغطاء شعرت بالبرد وكان نومي مضطربا وفي حالة ما بين النوم واليقظة ـ وأنا على تلك الحالة ـ لا أعلم هل قلت عبارة: أنت طالق ـ أم لا؟ ولكن وأنا على تلك الحالة حدثتني نفسي بعبارة: أدنى المخافتة أن يسمع الإنسان نفسه ـ فقلت في نفسي إن هذا الطلاق لا يقع وقد أكون لم أتلفظ به بتاتا، ولكنه الخوف من أن نضل في الدنيا ونعيش في حرام أو ما شابه ذلك، وفي اليوم الثاني بعد أن نطقت بحرف الطاء كثيرا ومن حين لآخر أقول تلفظت بها ومرة أخري أقول مستحيل أنني تلفظت بها، لأن حرف الطاء من حروف التفخيم التي تفتح فيها الشفتان ثم قلت كلمة: أنت طا ـ فقط، لكي أتاكد وكررتها كثيرا، وقلت كلمة فالء على وزن كلمة طالء لأقرب لنفسي الموضوع، علما بأنني لا أريد الطلاق، ولكن تلك الكلمة تتعبني وأخاف أن أتلفظ بها وأخاف من الكلمات المماثلة مثل: على الإطلاق، أو انطلاق، واليوم كنت أصلي الصبح وأنا أقرأ القرآن تثاءبت وأنا أقرأ القرآن في الركعتين فأحسست بصوت يقول أنت طالق ـ والعياذ بالله ـ علما بأنني في تلك المواقف بنسبة 99 % لا أتخيل وجود زوجتي.
وشكرا، وبارك في القائمين على هذا الموقع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس فيما ذكرت ما يوقع الطلاق على زوجتك، وإنما هي مجرد وساوس، والطلاق لا يقع مع الشكّ، لأنّ الأصل بقاء الزواج، قال ابن قدامة: فلا يزول يقين النكاح بشك الطلاق.

كما أنّ الطلاق الذي يصدر من الموسوس بسبب الوسوسة لا يقع، كما بيناه في الفتوى رقم :56096.

فالواجب عليك الإعراض عن تلك الوساوس، وعدم الالتفات إليها جملة وتفصيلاً، والحذر من التمادي فيها، فإن عواقبها وخيمة، ومن أعظم ما يعينك على ذلك: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، و راجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالشبكة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني