السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، أخاف الله أصلي وأعلم في أمور ديني الإسلامي، ولكني يا شيخ أذنبت، نمت مع حبيبي في نفس السرير، وعصيب ربي وأذنبت فوق الثياب وما إلى ذلك، ولم أقف عند ذلك، فعلت ذلك كثيرا معه وتبت وتركته، ولكني قبل ذلك كنت عاصية أيضا، ففعلت ذلك ست مرات مع كل شاب كنت أعرفه مرة فوق الثياب وما إلى ذلك من هرج ومرج وقبلات وتحسيس وما إلى ذلك، وقبلوني في فمي، ولكني تائبة خائفة فأنا لست سيئة الخلق، ولكن هفوات في حياتي، ولم أسلم نفسي إلا لمن أحببت. فعلا أنا خائفة جدا من غضب المولى مع أني تبت ولن أكررها هل سيغفر لي المولى عزل وجل. وغير ذلك أنا الآن تبت وابتعدت عن هؤلاء جميعا، ولكني أحب شابا الآن وعلى أبواب الخطبة، وهو يهمه مسالة الشرف والعفة كثيرا، فيريد أن يحلفني على القرآن أنه ما أحد لمسني أكثر من يدي، والمفروض أن أحلف وإلا سأخسر زوجي المستقبلي المناسب لي من جميع الجهات، وبنفس الوقت قال لي أنا أثق بك، ولكني من كثرة ما سمعت من قصص البنات الفاسقات أريد أن أطمئن على زوجة المستقبل؛ لذا أريدك أن تحلفي ولكن لو حلفتي كذبا وصار لك شيء لن تجلسي في بيتي دقيقة. أرشدني إلى الصواب يجب أن أحلف على القرآن، أنا تبت ولكني أعلم أني مذنبة وخائفة من ربي وعدم مغفرته مع أني أعلم أنه الغفار الرحيم، وبنفس الوقت يجب أن أحلف على القرآن، ولكن ذلك أقبح من الذنب، خائفة أكثر فما العمل؟ لا أستطيع أن أضيع هذا الإنسان المناسب والذي أحبه ويحبني ونحن الآن في مرحلة أولى للخطبة ماذا أفعل أرجو الرد السريع وجزاك الله ألف خير. هل من شيء أستطيع به أن أحلف بنية أخرى بعد وضع يدي على القرآن؟ أو من وسيلة للحلف وإبقاء خطيبي وبنفس الوقت إرضاء ربي؟ أرجوك الرد السريع أنا تائهة خائفة تائبة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن ما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات أمر لا يقرّه الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام، وإنما هو دخيل علينا من عادات الكفار وثقافات الانحلال، وهو باب شر وفساد عريض تنتهك باسمه الأعراض، وترتكب خلف ستاره المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة وحفظ كرامتها وعفتها، ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، وإنما شرع للعلاقة بين الرجال والنساء أطهر سبيل وأقوم طريق بالزواج الشرعي لا سواه، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1769.
فالواجب عليك التوبة إلى الله مما فرطت فيه من قبل، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، وإذا صدقت في التوبة فإن الله تعالى يقبلها، بل هو سبحانه يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات.
أما بخصوص ما يطلبه خطيبك، فاعلمي أن سؤال الخاطب لخطيبته عن ماضيها ومطالبتها بالإقرار بما وقعت فيه من المحرمات، أمر غير جائز وطريق غير مشروع ، فلا يجوز للمسلم تتبع العثرات، كما أنه ينبغي على المذنب أن يستر على نفسه ولا يفضحها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ رواه مالك في الموطأ.
فينبغي مناصحة هذا الخاطب وبيان خطئه في ما يطلبه منك من الإخبار بالماضي والحلف عليه، فإن أصرّ على طلبه، فلا يجوز لك الحلف كذباً، وإنما ننصحك بتركه لعل الله يعوضك خيرا منه.
مع التنبيه على أنّ الخاطب أجنبي عن خطيبته حتى يعقد عليها، وانظري حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته في الفتوى رقم: 57291. وراجعي الفتوى رقم: 1025.
والله أعلم.