السؤال
أرملة دفعت الأقدار أمامي بشاب يصغرني 20 عاما، وكان يقضي لي مصالح، ونظرا لترددي عليه كثيرا فقد عرض على الزواج، ولكن لم أستطع أن أبلغ أحدا من أهلي لأنهم سوف يرفضون هذا الوضع، ولدي ثلاثة أولاد، لم أستطع أن أخبر أحدا منهم، وقد شهد على ذلك الزواج ثلاثة من زملائه، ولا أعرف هل هذا الزواج حلال أم حرام، خاصة وأنه لم يدفع لي مهرا نظرا لظروفه المادية، وقد أحضر لي خاتما فقط. وأنا الآن في حيرة من أمري، وفى صراع نفسي رهيب من الوضع الذي أنا فيه. وأسأل نفسي دائما هل هذا الزواج حلال أم حرام. أرجو أن تفيدوني حتى أرتاح من ذلك الصراع النفسي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن عقد النكاح بدون ولي يقع باطلا، وهذا هو الراجح لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل. كما في المستدرك وصحيح ابن حبان.
وفي صحيح ابن حبان أيضا عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل.
وخالف في ذلك الأحناف فقالوا بصحة تزويج المرأة البالغة الرشيدة نفسها كما بيناه في الفتوى رقم: 32593، ورأيهم في ذلك ضعيف مرجوح، وعليه فإن زواجك هذا باطل، وبقاؤك مع زوجك محرم، ولا بد من فسخه وتجديده من خلال الولي، ويراجع خلاف الفقهاء في الأحق بالتقديم في ولاية النكاح في الفتوى رقم: 129293.
والله أعلم.