السؤال
لدي فرصة دراسة ماجستير في روسيا، ونظام السفر يتطلب ذهابي أولاً، لكوني صاحبة الدعوة ومن ثم بعدها أرسل الدعوات لأطفالي وزوجي، فما حكم هذا إذا كان نظام هذه الدولة لإعطاء الفيزا بهذا الشكل، علماً بأن زوجي موافق على سفري وليس لدي محرم يوصلني، فهل هذا حرام؟ مع أنني أعيش في العراق وهذه فرصة لن أحصل عليها مرة ثانية للظروف التي يمر بها بلدي، ولكي أستطيع أن أوفر محيطا آمنا لأطفالي بعيدا عما يحصل في بلدي، فأنا موظفة لدى الدولة وأعتمد على راتبي ـ أي ليس لدي خيار آخر.
مع جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تضافرت نصوص الشرع بمنع المرأة من السفر من غير محرم، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم.
هذا بالإضافة إلى أن الإقامة في بلاد الكفر تنطوي على كثير من أسباب الفتنة ـ كما هو معلوم ـ وعليه، فإذا كنت في حاجة إلى هذه الدراسة فابحثي عن سبيل لإقناع الجهات المسؤولة بسفر زوجك معك، أو اصطحاب أحد محارمك، وإلا فابحثي عن بلد آخر للدراسة فيه بحيث يرافقك زوجك، أو أحد محارمك، وأما السفر بغير محرم فلا يجوز إلا لضرورة، فإذا خشيت ضرراً يلحقك، أو يلحق أولادك من البقاء في بلدكم وكان سفرك سبباً في منع هذا الضرر، فلا بأس للضرورة مع تأكدك أنك في حال الوصول والإقامة وحدك في ذلك البلد ستكونين آمنة على نفسك ودينك.
والله أعلم.