السؤال
هل يصح تفسير : (ثم استوى إلى السماء ) : قصد إليها بعناية وجعلها خلقا عظيما ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن معنى ثم استوى إلى السماء أي قصد إليها أو ارتفع، وأما الخلق فيؤخذ من قوله فسواهن ... ففي صحيح البخاري قال أبو العالية: { استوى إلى السماء } ارتفع . { فسواهن } خلقهن ...اهـ
وقال ابن كثير: ثم استوى إلى السماء } أي: قصد إلى السماء، والاستواء هاهنا تضمن معنى القصد والإقبال؛ لأنه عدي بإلى. اهـ
وفي تفسير البغوي: ثم استوى إلى السماء قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: أي ارتفع إلى السماء. وقال ابن كيسان والفراء وجماعة من النحويين: أي أقبل على خلق السماء. وقيل: قصد ...اهـ
وفي تفسير السعدي: { استوى } ترد في القرآن على ثلاثة معاني: فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: { ولما بلغ أشده واستوى } وتارة تكون بمعنى "علا "و "ارتفع "وذلك إذا عديت بـ "على "كما في قوله تعالى: { ثم استوى على العرش } { لتستووا على ظهوره } وتارة تكون بمعنى "قصد "كما إذا عديت بـ "إلى "كما في هذه الآية، أي: لما خلق تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات { فسواهن سبع سماوات } فخلقها وأحكمها، وأتقنها. اهـ
وقال الشيخ ابن عثيمين: { استوى إلى السماء } أي علا إلى السماء؛ هذا ما فسرها به ابن جرير رحمه الله؛ وقيل: أي قصد إليها؛ وهذا ما اختاره ابن كثير . رحمه الله ... فالصواب ما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله وهو أن الاستواء هنا بمعنى القصد التام، والإرادة الجازمة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني