الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في شركة تبيع المواد الكيميائية التي قد تضر بالبيئة

السؤال

أعمل في شركة تبيع المواد الكيميائية وذلك لمختلف الصناعيين في بلادنا ـ الصناعات الثقيلة والخفيفة ـ وبعد مدة من العمل وجدتني غير مطمئنة لهذا العمل وذلك للأسباب التالية:
1ـ أنهم يبيعون مواد كيميائية، لأصحاب الصناعات الغذائية مثل المواد المصبرة والملونة وغيرها والتي تكون ضارة بصحة الإنسان ولو على المدى البعيد.
2ـ أنهم يبيعون المواد التي تستعمل في الأسمدة الكيميائيية التي قد تضر بالأرض.
3ـ أنهم يتعاملون مع صناعيين يحتاجون للمواد الكيميائية التي هي جزء من عملهم, ولكن لهذه المصانع مخلفات ملوثة للبيئة وحسب ظني أن غالبية المصانع التي نتعامل معها ليست مزودة بمحطات لمعالجة المياه الملوثة وبالتالي يتم إلقاء السموم في قنوات الصرف الصحي وتسبب ضررا كبيرا، مع العلم أن مع كل مادة كيميائية صحيفة السلامة الخاصة بها ومنصوص فيها على خطورة المادة على الإنسان والبيئة، إلا أن هناك صناعيين لا يحترمون هذه الأمور.
كما تمارس الشركة نشاط تعليب بعض الموادالكيميائية وذلك استجابة لبعض العملاء مما يتسبب في إنشاء ملوثات يقومون برميها في قنوات الصرف الصحي، مع العلم أن هناك أحياء سكنية محيطة بالشركة، وحسب علمي أنه ليست لدينا قنوات خاصة لصرف المياه الملوثة، فهل يجوز بيع مواد مضرة للبيئة لمن يغلب على ظننا، أو نعلم أنه سيستعملها، ثم يلقي بها في البيئة؟ وكيف إن كانت هذه المواد ضرورية ولا تتم الصناعة إلا بها؟ لو سمحتم فضيلة الشيخ ما هو حكم العمل في هذه الشركة؟ وما هو حكم التجارة في المواد الكيميائية؟. وهل يمكنني أن أتابع العمل فيها بشروط معينة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفعل الذي ينشأ عنه ضرر بالناس محرم شرعا، لحديث: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد.

لكن الذي يظهر من السؤال أن الشركة لا يلحقها إثم، لأنها تبيع المواد بوجه صحيح وقد ذكرت أنه مع كل مادة صحيفة السلامة الخاصة بها، وإنما من يشتري هو من قد يخالف شروط السلامة هذه، ولا يطلب من شركتك أن تسأل ولا أن تتابع هؤلاء الصناع، وإنما ذلك مسؤلية جهات أخرى وبالتالي، لا نرى مانعا من التجارة في هذه المواد على هذا النحو وليس عليك بأس في العمل في الشركة المذكورة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني