السؤال
قال الله تعالى: لن يضروكم إلا أذى ـ ما الفرق بين الضرر والأذى؟ أرجو التفصيل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأذى أخص من الضرر، وهو الضرر اليسير الذي لا يبالى به، قال الألوسي ـ رحمه الله: لن يضروكم إلا أذى ـ استثناء متصل، لأن الأذى بمعنى الضرر اليسير كما يشهد به مواقع الاستعمال فكأنه قيل: لن يضروكم ضرراً ما إلا ضرراً يسيراً، وقيل: إنه منقطع، لأن الأذى ليس بضرر، وفيه نظر. انتهى.
وقال أبو حيان في البحر: لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ـ هاتان الجملتان تضمنتا الإخبار بمعنيين مستقلين وهو أن ضررهم إياكم لا يكون إلا أذى، أي شيئاً تتأذون به، لا ضرراً يكون فيه غلبة واستئصال، ولذلك إن قاتلوكم خذلوا ونصرتم، وكلا هذين الأمرين وقع لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضرهم أحد من أهل الكتاب ضرراً يبالون به، ولا قصدوا جهة كافر إلا كان لهم النصر عليهم والغلبة لهم، وقال القاسمي: لن يضروكم إلا أذى ـ أي: بألسنتهم لا يبالى به من طعن وتهديد. انتهى.
وبما تقدم يتبين لك ما قدمناه من الفرق بين الضرر والأذى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني