الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الراتب من أموال مختلطة

السؤال

أعيش في كندا، وأعمل كطالبة دكتوراة مع أستاذ في مجال الخرسانة المسلحة في جامعة في ولاية كيبيك، وشركات الخمر في كندا ترصد ميزانية للتخلص من زجاجات الخمر الخاصة بها بعد استعمالها من أجل المحافظة على البيئة، وأستاذي عرض على هذه الشركات فكرة للتخلص من نفايات زجاجات الخمر هذه من خلال دراسة علمية في مجال تخصصه في الخرسانة المسلحة مقابل أن تدعم هذه الشركات ماديا هذه الدراسة، ويوجد مصنع لطحن وحرق هذه الزجاجات عند درجة حرارة عاليه جداً للحصول على بودرة الزجاج وليس لي أي علاقة به، فدراستي تتمثل في دراسة سلوك البودرة الناتجة من زجاجات الخمر بعد الطحن والحرق كبديل للأسمنت في الخرسانة المسلحة، والميزانية المرصودة من شركات الخمر لإجراء هذه الدراسة توضع مع ميزانيات الشركات الأخرى التي يتعامل معها أستاذي في الجامعة تحت اسم أستاذي، وأنا أتسلم راتبي من الجامعة من حساب أستاذي الموجود لدى الجامعة لعملي البحثي فى الدكتوراة على هذا الموضوع، علما بأنني عرضت على أستاذي العمل في نقطة بحث أخرى فرفض، وعلما بأنني محتاجة لهذا الراتب لمساعدة زوجي في تكاليف الحياة وبناء مستقبلنا ومستقبل الأطفال، وسؤالي هو: هل دراستي والراتب الذي أتقاضاه حلال أم حرام؟ أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يظهر ما يمنع من دراستك المذكورة في سلوك بودرة هذه الزجاجات بعد الطحن والحرق، كما أن أخذك للراتب من تلك الأموال المختلطة جائز، ولو فرض أن راتبك من شركات تبيع الخمر وكان من يملكها غير مسلم فيجوز أيضاً، يقول ابن القيم: لو بدل أهل الذمة ثمن الخمر في ثمن مبيع، أو إجارة، أو قرض جاز لمسلم أخذها وطابت له. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني