الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحرم على المتزوجة إقامة علاقة مع أجنبي أيا كانت طبيعتها

السؤال

أنا فتاة أحببت شابا وكان صادقا معي، ولم يكن يجمعنا حب طائش، بل كنا نتذاكر أمور ديننا سويا، وحفظنا قرآنا معا، ونتناصح في أمور الدين. فقد كان شابا ـ مسرفا ـ وهداه الله على يدي، وكنت أعينه على بر والديه، وكانت تحدثني أخته عن تغير حاله، فهو محترم جدا، ولكن أراد الله وزوجني أهلي بآخر، وأنا لا أستطيع نسيان الأول. حاولت بشتى الطرق وأشغل وقتي قدر الإمكان، لكن لا أستطيع، فأنا أكلمه وأتواصل معه، وخوفي من الله أن يعاقبني، فأنا أحبه فعلا وبصدق، وهو كذلك، وحاولت أن أحب زوجي ولم أستطع، مع العلم أنه لا يضرني هذا الشاب أبدا، وقد حاولنا أن نبتعد أكثر من مرة ولم نستطع، أنا أؤدي حقوق زوجي كاملة، وكذلك زوجي طيب جدا، وأجاهد نفسي في هذه الحياة، ولكن أشعر أن هذا الذنب الوحيد الذي أرتكبه بإصرار. انصحوني في أمري أنا وهذا الشاب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يحصل من التعارف بين الشباب والفتيات بدعوى الكلام في أمور الدين والتعاون على طاعة الله، قد يكون استدراجاً من الشيطان وتلبيساً من النفس واتباعاً للهوى، كما أن ما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات أمر لا يقرّه الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام، وهو باب شر وفساد عريض، وانظري في ذلك الفتوى رقم : 1769

وإذا كنت قد من الله عليك بزوج صالح فالواجب عليك أن تحسني عشرته وتؤدي حقه، وعليك قطع كل علاقة بهذا الشاب والاجتهاد في صرف قلبك عن التعلق به، أما إذا حصل منك فكر فيه من غير إرادة فلا إثم عليك، فإن حديث النفس معفو عنه، لكن عليك مدافعة ذلك وعدم الاستسلام له وهو أمر يسير ـ بإذن الله ـ إذا اجتهدت في شغل أوقاتك بالأعمال النافعة، وعدم الاسترسال مع الخواطر، والحذر من وساوس الشيطان وتزيينه مع الاعتصام بالله والتضرع إليه والإلحاح في دعائه، واعلمي أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، روى عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية؟ وأين التذمم؟.

وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.

وللفائدة انظري الفتوى رقم: 125104.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني