السؤال
أنا شاب من أصل تونسي، عمري 27 سنة، تزوجت منذ حوالي 6 أشهر. كنت دائما أدعو الله قبل الزواج أن يرزقني زوجة صالحة أقوم معها الليل وأصوم معها، وتكون حياتنا كلها لله سبحانه وتعالى، المشكلة أني اكتشفت أن قلب زوجتي متعلق بالدنيا أشد تعلق، وتحب العيش على طريقة الغرب من لهو وجري وراء الدنيا، وأنا لا أنكر أني كذلك إلا أني أعترف بهذا العيب، وأدعو الله ألا يجعل في قلبي مثقال ذرة من حب الدنيا، اشتريت بعض الكتب الدينية، وطلبت منها أن نقرأ كل ليلة شيئا يسيرا، فقرأنا لمدة يسيرة فلم أجد منها حرصا. وهي ترى أني متحكم ومتسلط، وأني أتدخل في أدق شؤون حياتها، مع أني أحرص على أن لا أشعرها أني آمرها كلما طلبت منها شيئا، حتى صرت أخاف حين آمرها أو أنهاها، وهي أحيانا ترفع صوتها علي، وما زاد همي أنها ترتدي حجابا يصف وسطها، بالكاد يتجاوز ركبتها، وترفض تصحيح حجابها إلا بعد إكمال دراستها أي بعد سنتين، ولم تراع في ذلك غيرتي، وما يخيفني أكثر أن أمها هي المتحكمة في زوجها إلى درجة لا يتصورها العقل، وهي تحب أمها كثيراً ومتأثرة بها، وتحكي لها كل صغيرة تدور بيننا، وكانت سبب معظم الخلافات بيننا، وأخشى أن يكون مصيري هو مصير والدها، علما أني أعاملها دائما باللين والحوار، وأرفض أن أضربها أو أهينها، كما أن أمها سبق وأهانتني بأبشع العبارات وسامحتها دون أن تعتذر خوفا من أن أكون قاطعا لرحمي، وقد سكت أيضا عن الحفل الذي أقامه والدها بمناسبة زواجها، وقد كان فيه معازف واختلاط مع أني طلبت منهم ألا يفعلوا ذلك، وزوجتي الآن ترفض الإقامة معي خلال شهري العطلة (لأننا نقيم بفرنسا) في منزل منفصل يكمن في الطابق السفلي من منزل والدي، وتطلب مني أن أكتري منزلا آخر، وهذا ما يخيفني لأن والدها الآن في قطيعة مع والديه منذ سنين، فهل أصبر على هذه الزوجة على أمل أن يصلحها الله، أم أفارقها بالمعروف، أم ماذا أفعل، أفتوني؟ جزاكم الله خيرا، فوالله إني لفي حيرة من أمري.