السؤال
يقع علي ومنذ الصغر الظلم والاضطهاد من والدي وإخوتي وصدمت بأن أمي تتستر على ظلم إخوتي على حسابي ووصل بها الحال أن شهدت زورا لتظهر أنني ظالمة وتنصف أختي الكبيرة بغير حق، ومن جراء سوء المعاملة والتعذيب النفسي والجسدي الذي كنت أتجرعه والمكائد التي تحاك لي بسبب غيرة أخواتي الكبيرات مني ومن تفوقي عليهن سواء في القدرات، أو في الجمال قررت أن أقبل الزواج من أول شخص يتقدم لي للهروب من جحيم بيتنا وقد شاء الله أن يكون الزوج أكبر مني ب16عاما وفوجئت به بعد الزواج هو الآخر لا يتوانى عن إيذائي بشتى الطرق ولا يوجد بيني وبينه أي توافق من أي نوع لا فكري ولا ديني ولا سلوكي ولا أي شيء، فهو في واد وأنا في واد آخر، ويتصيد التوافه من الأمور ليجعلها عيبا يلصقه بي ولا يذكر محاسني أبدا، بل يتغير لون وجهه ويكفهر لو رأى مني ما هو حسن، أو جميل من خلق، أو صفات واكتشفت أنه معقد نفسيا ويشعر بالنقص، وكان يهجرني في الفراش لشهور تكاد تصل إلى العام ويضيق علي في كل شيء حتى ينكد عيشتي فقط لا غير وأرى ملامح الشماتة في وجهه كلما أحس أنه سبب لي أذى، ورغم محاولاتي إصلاح ما بيننا لسنوات عديدة وصبر مني إلا أنه لم يتغير شيء من معاملته، ضاقت بي الأرض بما رحبت وضاقت علي نفسي ولم أستطع الطلاق والعودة إلى جحيم بيتنا ولا العيش مع هذا الزوج الذي لا يخاف الله في فكرت في الانتحار مرارا ولكن بعدها شاء الله تعالى أن يهديني إلى طريقه وذقت حلاوة الإيمان كما لم أذقها من قبل وصرت أحب الخلوة مع الله ولا أريد رؤية مخلوق وأحاول أن أداوي جراحي بالتقرب إلى الله لكن مشكلتي الآن أني متضررة نفسيا لدرجة كبيرة وأصبحت تظهر أعراض هذا الضرر على سلوكياتي وكلامي وضعف قدراتي العصبية لدرجة أنني أظهر وكأنني مختلة عقليا أحيانا وأصاب بحالات انهيار نفسي بمجرد أن أحتك بأهلي وأزورهم، ولا زلت ألقى أذاهم إلى يومنا هذا وحالات الانهيار هذه تصيبني لأيام عديدة وأحيانا لشهور ـ بكاء ليل ونهار لا يكاد يتوقف وضعف جسدي حتى إنني لم أعد أسيطر على دموعي في أي مكان أكون فيه وحتى في الصلاة من فرط الألم، وكلما عالجت جزءا كبيرا من هذه المشاكل النفسية بالتقرب من الله تعالى ضاع مني جهدي بمجرد أن أحتك بهم وأتعرض لأذاهم، والسؤال: هل يجوز لي هجر أهلي ـ الهجر الجميل ـ يعني أصلهم فقط في المناسبات والأعياد؟ أرجو منكم النصيحة، علما بأن مشكلتي هذه لا يمكن أن أعرضها على طبيب نفسي، لأن أول من سيعيرني هم أهلي وزوجي وربما اتهمت بالجنون لمراجعتي أطباء نفسيين، وعذرا على الإطالة لكن كان لا بد أن أحيطكم علما بحالي ليتناسب جوابكم مع حالتي.