السؤال
أنا أم لأربعة أبناء أعاني من ظلم أبي لي منذ أكثر من 11 سنة ولا زلت صابرة، والمشكلة أنه كلما رآني غضب وصرخ بوجهي وبدأ يشتمني ويقول إنني في جهة وإخوتي في جهة وأنني محسوبة عليهم وأنه لا يحبني ويحب أختي، وكل إخوتي يعرفون ويشاهدون مرارا كل الذي يفعله بي وأيضا زوجة أبي تشاهد هذا المشهد تكرارا دون أن يسكتوه، أو يهدؤوه وأنا في كل مرة أشتم وأطرد دون أن أدافع عن نفسي، أو أكلمه، لأنني أحبه وأخاف على صحته، لأنه عامل عملية القلب وأخاف عليه فأكتفي بالسكوت وذرف الدموع وعندما ينتهي من الصراخ والشتم أخرج وأضع حزني على دواسة البنزين وأقود على آخر العداد ودموعي تغرق وجهي وهذا حالي في كل مرة، لكنني أرجع وأزوره، لأنني لا أريد أن أغضب ربي بعقوق الوالد وأيضا أنا أحبه كثيرا وهذا حالي كل مرة أطرد وأعود لأزوره وهو لا يتحدث في الأمر الذي حدث في السابق، لكنه لا يكلمني طول ما أنا جالسة معه كالغريبة وبعدها يبدأ بشتمي والصراخ علي وطردي، وأستغرب من جميع إخوتي وزوجة أبي كرهه لي وبدأوا بعمل المواقف المشينة بي وبظلمي أيضا وهو يعلم ولكنه يصر عندما يراني أن أرضيهم على أغلاطهم، حاولت وكلمتهم جميعا بأن يحدثوا أبي عن معاملته معي هذه فرفضوا التحدث إليه وقالوا لي يكفي أنه لا يحبك أنت فلا نريده أن يكرهنا نحن ولجأت إلى زوجة أبي فصرخت بوجهي وقالت لي لا أريد أن أتدخل بينكم وبعدها أشاعت بينهم أنني قلت لها أنها عملت سحرا لجعل أبي يكرهني فزاد غضب أبي علي وأصبح يكرهني أكثر من ذي قبل، وأمي متوفية منذ 13 سنة وليس لي سوى زوجي وأبنائي الذين يهدئون من حزني في كل مرة أطرد، ورأيت والدتي في الحلم وهي تقول لي: رأيت كل ما يفعله إخوتك وأبوك بك لكنني لا أستطيع أن أفعل شيئا لكن اصبري، وأصبحت تأتيني بين فترة وأخرى وهي تضمني وتقبلني وتضحك في وجهي كأنها تحاول أن تنسيني حزني، وما زلت أشتاق لرؤية أبي، لكنني لا أستطيع أن أذهب لأنه طردني للمرة الخمسين ولا يريد أن يرى وجهي، وهو يدعو علي بعدم التوفيق ويدعو على أبنائي بالموت، فهل دعواته مستجابه؟ وهل بعدم ذهابي إليه أغضب ربي؟ لأنني سألت شيوخا كثيرين وقال لي الأخير أن الله لا يرضى لعبده أن يذل فلا تذهبي وهو آخر مرة طردني أول يوم من عيد الأضحى وطلب مني أن لا يرى وجهي وإلى الآن لم أذهب إليه حتى لا يضيق خلقه برؤيتي وهو الآن مرتاح بدوني ولم يحاول أحد من إخوتي، أو زوجة أبي الاتصال بي منذ أكثر من سنة كأنني مت ولا يسألون عني وعرفت أن أبي يقول لإخوتي لا أحد يكلمها، فماذا أفعل؟ وهل سيغضب ربي مني؟ أفدني يا شيخ، لأنني أتعذب ليل نهار والدموع لا تفارقني، وجزاك الله خيرا.