الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم مشروعية إعانة الموظف مديره على ما يغلب على ظنه أنه غش واعتداء

السؤال

أعمل في شركة كبرى لمجموعة من الإخوة والأقارب ويديرها أكبرهم وتندرج تحت هذه الشركة 5 شركات كل شركة لها ميزانية مستقلة وأعمال خاصة بها وهيكل تنظيمي خاص بها ويديرها مدير تقوم بتعيينه الإدارة العامة في الشركة الأصل، وفي الإدارة العامة يوجد مساعد للمدير العام للموارد البشرية وله صلاحية التوقيع على الشيكات والسحب من الحسابات والتعميد بالتوظيف للقطاعات وأنا أعمل في إحدى الشركات الخمس وهي شركة غير ربحية للتدريب وكلفني مديري بأن أكتب خطابات لصرف شيكات من أحد الحسابات المخصصة لمبالغ دعم التوظيف لتشجيع السعودة من الدولة لصالح الشركة غير الربحية لصرف رواتب الموظفين فيها بناء على تكليف مساعد المدير العام له بذلك وفوجئت أن المبالغ التي يريد صرفها لحساب الشركة غير الربحية سيتم خصمها من مستحقات شركة أخرى من ضمن الشركات الخمس وتحويلها إلى حساب الشركة غير الربحية بدون علم إدارة الشركة المسحوب من مستحقاتها والتي هم أساسا لا يعلمون أن هناك مستحقات لهم في الحساب وكلفني بأن أعمل جدول توزيع المبالغ وأن لا أضيف أي مبالغ لهم وأكتب أن المبالغ المسحوبة هي محولة من الدولة لصالح الشركة غير الربحية مع أن هذا غير صحيح وقد نفذت هذا العمل الذي كلفت به وأنا متضايق من هذا الشيء، لأنني أشك أن فيها شبهة سرقة وسألت أحد زملائي من المدراء فأخبرني أن مساعد المدير العام لديه الصلاحيات لسحب وتحويل المبالغ، ولكني ازداد شكي من أسلوبه،م حيث طلب مني مديري أن لا أخبر أحدا عن الموضوع حتى زملائي في العمل وعندما سألته عن المساءلة القانونية لمساعد المدير العام قال لي لا أحد يستطيع أن يكلمه في أي موضوع مالي، فأنا لست خائفا من المساءلة القانونية في الدنيا ولكني خائف من يوم الحساب خائف من عقاب الله وللإحاطة فأنا لا أستطيع رفض أي عمل يتم تكليفي به، لأن مديري لا يهتم إن ظلم أحدا وقد يقوم بنقلي وقد يقوم بتثبيتي على نفس الراتب طوال عملي ويحرمني من الترقيات ويحاسبني على أدنى شيء ويكلفني ما لا أطيق من الأعمال، لأن له تجربة مع موظفين قبلي بسبب أشياء تافهة وقام بتعقيدهم في العمل ومحاسبتهم حتى على الوقت الذي يقضونه في الصلاة وفي دورات المياه وعلى الضحكة ومكالمة الجوال وأخاف أن يظلمني حتى إنني أصاب برغبة شديدة في التبول إذا جاء إلى العمل من خوفي من الضغط الذي سيوجهه علي والظلم الذي قد يصيبني من قبله مع العلم أن ملاك الشركات الخمس هم نفس ملاك الشركة الأم، أفتوني هل أنا مذنب؟ أم أنني مضطر واُعذر؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك أن تعين مديرك، أوغيره فيما تعلم، أو يغلب على ظنك كونه غشا واعتداء، قال تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

ولو كان من حق المدير ما فعله لما كان يزور في المعلومات ويكتب أشياء غير حقيقية، وكونه لا يتعرض للمساءلة ربما لثقة من قبل ملاك الشركة، أو لغيرها من الأسباب، لكن ذلك لا يبيح التعاون معه على غشه وخداعه ويلزمك أن تمتنع عن ذلك لو أراده منك مستقبلا، وأما ما مضى وأنت تجهل الحال فيه فنرجو أن لا يكون عليك فيه حرج، وخشيتك منه لا ينبغي أن تحملك على معصية الله، فسخط الله أولى بالإجتناب، وقد روى ابن حبان في صحيحه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله سبحانه بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. قال شعيب الأرناؤط: إسناده حسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني