السؤال
أعمل في بنك ربوي، وفي قسم مبيعات القروض، بعد أن ذهبت إلى الحج السنة الماضية قررت أن أترك عملي في البنك، ولكن بعد أن أجد عملا آخر. أولاً وخاصة بعد أن نصحني زوجي بذلك بحجة أنه من الصعب أن أجد أو أضمن عملا آخر وأنا في البيت، وأخبرني أنه قد لا أجد عملا بسهولة، وربما لن يطلبني أحد للعمل بعد تركي لعملي وجلوسي في البيت بمدة تزيد عن الستة أشهر، هو يقول ذلك بسبب خوفه على أن لا أعينه مادياً؛ لأن عملي وتعاوننا في هذا الأمر يريحه نفسيا، المشكلة أنه قد يطول الوقت جداً حتى أجد عملا آخر.
هل كان علي أن أترك عملي أو أنتظر أن أجد عملا آخر حتى لا أضغط زوجي نفسيا، بالرغم من أنه قال إنه ليس لديه مانع بأن أستقيل من عملي إلا أني أراه خائفا، وعندما أذكر أني أريد أن أستقيل غدا يسألني لم أنت مستعجلة؟ انتظري وفكري، ماذا أفعل؟
وعندي مشكلة أخرى، وهي أنه تعددت الأسباب للاستقالة، فلم يعد السبب الرئيسي هو الحلال والحرام فقط، بل أشعر أن مللي من العمل هو سبب آخر، وقد يكون عدم راحتي مع من أعمل هو السبب الثاني أو طول ساعات العمل إلى الرابعة، أو قلة إجازاتي، وبخاصة في يوم السبت مع أولادي هو سبب آخر، لقد كثرت الأسباب ولا أعرف ما هي نيتي الصافية الحقيقية، وأخاف أنه بالرغم من تركي لعملي أن لا يرضى الله عن ذلك، ولا يبارك لي في هذه الخطوة بسبب نيتي. أرجو النصيحة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أيتها الأخت الكريمة أن تتوبي إلى الله تعالى فوراً، وتبادري بترك هذا العمل المحرم طاعة لله تعالى، وخوفاً من عقابه، وحذراً من سخطه، وليس لك أن تبقي في هذا العمل بحال، سواء رضي زوجك أو سخط؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، وإن وجد زوجك في نفسه شيئاً من تركك لهذا العمل فأعلميه أن الحرام لا يبارك الله تعالى فيه، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن ما قدر للعبد من الرزق فإنه مدركه لا محالة، ولا ينال أحد ما عند الله بمثل طاعته. وفي الحديث: أيها الناس اتقوا الله، وأجملوا في الطلب، فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم. رواه ابن ماجه.
وروى العسكري في الأمثال من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها، فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئاً من فضل الله بمعصية الله؛ فإنه لن ينال ما عند الله إلا بطاعته.
ولا يسولن لك الشيطان البقاء في هذا العمل بزعم أن نيتك في تركه ليست خالصة، فإن هذا من تلبيسه ومكره، بل لعل ما تجدينه من الأسباب الأخرى المشجعة على ترك هذا العمل هو من لطف الله تعالى بك لتبادري بتركه، ولا تسوفي وتؤخري هذا الأمر الذي هو واجب محتم عليك.
والله أعلم.